في الحياة أمور كثيرة، تمر علينا ونحاول جاهدين أن تكون المكاسب من نصيبنا.
إلا الوطن.. فلنعقد العزم أن تكون المكاسب له وليست لنا فهو حاضننا، وحافظ أمننا وباني مستقبلنا.
أفلا نكون مواطنين مخلصين؟ نفديه بدمائنا وأرواحنا، ونحميه من كل من يحاول إيذاءه أو النيل منه.
وطنٌ علا فوقَ النجومِ بفعلِ (تم)
لا يَرتضي إلا بتحقيقِ الأتَمْ
وطنُ الشهامةِ والمروءةِ والنُّهى
أخلاقُنا يُحكى بها منذُ القِدَمْ
وطنُ العروبةِ الأصالةِ والحِمى
أعداؤُنا عضّوا على أيدي الندمْ
وطنٌ نُفاخرُ أَنّنا أبناؤُه
الحزمُ رايةُ قائديه ومَنْ عَزَمْ
فيه الرجالُ الأوفياءُ دماؤهم
ذكرى لمن بدأ الحياةَ ومنْ هَرمْ
فيه الأكابرُ عندَ ساعاتِ الوغى
وهم الأشاوسُ في الحروبِ وبالسلمْ
فيه النشامى للسخاءِ رجالُه
وديارُهم زانتْ برائحةِ الكرَمْ
فيه الجنودُ الباسلونَ قنابلٌ
تلك البطولةُ سطّروها من عَدَمْ
فيه الشبابُ المفتدونَ حياتُهم
هاماتُهم فوقَ السحابِ وبالشِّمَمْ
فيه النساءُ الصالحاتُ حمائمٌ
بدُعائهنّ تزولُ أنّاتُ الألمْ
يا حاقدينَ أَمَا عَلِمتُمْ أنّنا
شَعْبٌ تَحلّى بالمكارمِ والشِّيمْ
لمْ نلتفتْ للخائنينَ فإنّهمْ
أذنابُ كسرى والمجوسِ ومَنْ ظَلَمْ
يَشْقى الدنيءُ ونَرْتقي أُفُقَ العُلا
ويعيشُ خَذْلاناً ونَعْلو بالهِمَمْ
ونسابقُ الزمنَ الذي يمضي بنا
نرقى الجبالَ الشاهقاتِ ولا نَنَمْ
لنكونَ ضمنَ الأولينَ بعالمٍ
نقضي على الإرهابِ نقتصّ الورَمْ
....
سلمانُ عزمُك يستنارُ بنورِه
أنتَ المليكُ المفتدى أنتَ الأشمْ
سلمانُ سيفُكَ إنْ تجرَّد غمدُه
حرباً على الأعداءِ أصحابِ العِمَمْ
سلمانُ يا ملكًا تربّعَ عرشَه
ومحنّكاً بينَ الملوكِ ذوي الشّمَمْ
سلمانُ ذاك الجارُ خان مدنّساً
لقّنتَه درساً بأركانِ القيَمْ
وضربتَ حوثيَّ الدناءةِ أحمقاً
حتى تهاوى مثلَ أعجازِ البهمْ
الشعبُ بايعَ والقلوبُ مُحِبّةٌ
لعدوّهم نارٌ تلظّى كالحمَمْ
ويقودُهم صقرٌ يسابقُ عمرَه
ذاك الهُمامُ ابنُ الهمامِ المحترمْ
الشهمُ منكَ محمدٌ وقيادةٌ
وقفتْ له كلُّ الأعاربِ والعجمْ
سامٍ تحلى كالملوكِ بفطنةٍ
ويقودُ جيشاً للمعاركِ والحسمْ
هذا ابنُ سلمانَ الذي رسَم الرؤى
كالغيثِ محمودٌ ومحبوبٌ شهمْ
كسَبَ الولايةَ والعهودَ يروسُها
حَكمٌ له رأيٌ سديدٌ كالسهمْ
هذا وليُّ العهدِ نبراسُ العُلى
وتراه في كلِّ المحافلِ كالعَلمْ
....
وطني عهدتُك للأمامِ ريادةً
وتقودُ أمتَنا وتُقصي منْ هدَمْ
ما عاشَ من خانَ المليكَ وموطناً
أعطى الأمانَ لساكنٍ أوفى الذمَمْ
بل عاش من أعطى وأفنى عمرَه
وحمى بلادَه بالبسالةِ والقسَمْ
وتعيشُ مملكتي وشمسُ عروبةٍ
ستطولُ بالتاريخِ إشعاعاً يعُمْ
فعلى رُباها شعَّ دينُ محمدٍ
الخيرُ فيها والمنابرُ والحرَمْ
ربّاه وارفعْ شأنَها وكيانَها
احفظها من شرِّ العدوِّ من الغممْ
وطني فدَيتُك بالحياةِ ولا أَرى
إِلّاك يا وطني مَنَاراً للأُمَمْ
تفديك روحي والعيونُ ومهجتي
وأموتُ ذوداً عن حياضِك والعلَمْ
** **
- شعر: د. سالم بن محمد المالك