أبو أوس قامة علمية مشهودة، وعلم من أعلام النحو المعاصرين، وتلميذ أحد أعلام اللغة المسددين الأستاذ الدكتور محمود فهمي حجازي (أطال الله عمره) لذا فإن استدعاء عالم بقيمة أبو أوس مقام يحفز على المشاركة حيث سيسيل القلم ذكرا وعلمًا؛ فهو رجل له هويته العلمية الخاصة فليس بالتقليدي المتشدد ولا بالحداثي المنبهر؛ معتز بتراثه، متوثب للذب عنه، إلا أنه وقف ناقدا ومفكرًا في بعض المسائل النحوية القديمة، وحاول أن يشق طرقًا جديدة للنظر في المادة القديمة لتوليد أفكار جديدة منها توسع آفاق التفكير النحوي وتخرجه من جموده، كما استثمر ما طرحته الدراسات الحديثة بمناهجها في هذا المجال، وكان له رأيه في انفتاح الوعي على النظريات والمناهج اللسانية المعاصرة، حيث أسهم في بعض أبحاثه باختبارها والكشف عن أسسها المعرفية وتطبيقاتها على اللغة العربية، فقد كان أبو أوس متمسكًا متجددا يقرأ بنهم كل ما يجد بالنظرية النحوية ثم يطبعها -بعد أن يحسن النظر فيها- بعين التراثي المتأصل، وهذا المزيج وذاك التوظيف قلما تجده في نحوي سعودي، فأخرج بهذا المنهج أبحاثًا عديدة ذات رؤى جديدة.
ولا يخفى على المتابع لإنتاجه العلمي أن أبا أوس لغوي له حس اجتماعي تداولي، إذ حاول أن يدمج علم النحو بعالمه فتحول من دراسته للغة بوصفها نظامًا إلى دراسة علاقتها بالمجتمع المحيط؛ لذا اهتم باللغة المستعملة والتفت إلى الظوهرة اللغوية المعاصرة وأطال النظر في اللهجات الحديثة، محاولًا أن يرصد واقعه اللغوي وأن يتمثله، كما كانت الأخطاء الشائعة في اللغة المعاصرة من همومه اللغوية فوقف مترصدًا لها ليقلل من التلوث اللغوي الذي أُصِيبت به اللغة، ولما كان المعجم ذاكرة الأمة كان لأبي أوس سهمٌ منه، فألف (معجم أسماء الناس في المملكة العربية السعودية) ليسبق في التأليف في صنف جديد من العلوم المعجمية هو (الأسمائية) التي تهتم بتأصيل الاسم العلم.
هذا فيض من غيض مما لا يتسع له هذا المقام، فأبو أوس د.إبراهيم الشمسان رجل علم له جهود جبارة، ومسار طويل، وسعي حثيث في خدمة العربية فبوركت خطاه ومن سار على هداه وجعل عمله في ميزانه. والله الموفق.
** **
أ.د. نوال بنت إبراهيم الحلوة - أستاذ علم اللغة بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن