صنفت كتابًا سميته (خبايا النفوس) يقول من قرأه: إنّ لي معرفة بشمائل الرجال وأخلاقهم.
وسأصدّق هذا القول تصديقًا يقينيًّا في العلَم الذي أكتب عنه هذه السطور فيما يتعلق بشخصه. فأنعته بأنه (أريحي، وفيّ، متواضع) إنه الأستاذ الدكتور/ أبوأوس، إبراهيم الشمسان.
أحد أعلام النّحو، والتصنيف، والكتابة.
كان من أوائل من رشّحوا لعضوية المجمع، جمعتني به مناسبات زادتني به معرفة وإكبارا.
وأقوى طرق التواصل التي كشفت لي عن أدبه، وعلمه: مشاركته بالمجمع، عضوًا عاملًا، وعضوًا بمجلسه العلمي، وعضوًا بلجنة فتاويه، ومشاركًا بالكتابة، والتعليق، والمحاضرة، والمتابعة، والنشر بالمجلة، والمنتدى، ومحكَّمًا، ومستشارًا، وناصحًا.
إذا أحيل إليه شيء بذل البَسط فيه بوعد منجز.
يمتاز في علمه بالدقة، وفي كتابته بحسن العرض، وفي خلقه بطيب المعشر، وفي اطلاعه في تخصّصه بالسَّعة، وفي بحثه بالدأب، وفي حياته بالجدّ؛ فهو شابٌّ في صورة شيخ:
وله عناية فائقة بالتصويب والتغليط، اطلاعًا، وبحثًا، وكتابة، واستدراكًا.
ومقالاته الصحفية –وكثير منها في منتدى المجمع- شاهدة على ذلك.
علمت أنه صُرف بعد تخرجه من الثانوية عن الطب إلى النحو، ولعل ذلك من جميل حظ النحو وأهله، ثم إن بين النحو والطب شبهًا، فكلاهما يعالج، غير أن النحوي يعالج علل الكَلام، والطبيب يعالج علل الكُلام، أو هذا طبيب أبدان، والنحويّ طبيب لسان. ولعل من أسباب وفرة تصنيفه وغزارة عطائه أن وفقه الله بامرأة تنحو نحوه، وتلتقي معه في مشرب النحو العذب، إنها الأستاذة الدكتورة: وسمية المنصور، أحسن الله ذكرها.
وهذا الثنائي البارع يذكرني بثنائيات جليلة، كأمين الخولي وعائشة بنت الشاطئ، وكذلك: أحمد مطلوب، وخديجة الحديثي، وعبدالصبور شاهين وزوجه.
أسأل الله أن يبارك في حياته وفي حياة أم أوس وأن يزيده توفيقًا، وأن ينفع بهما.
** **
أ.د. عبد العزيز بن علي الحربي - عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى - رئيس مجمع اللغة العربية، بمكة المكرمة