«الجزيرة» - شالح الظفيري:
أوضح اقتصاديون أن زيارة ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان إلى لندن، رسخت لشراكة أعمق وأكثر استراتيجية واستدامة لدعم المصالح المشتركة بين البلدين، مؤكدين أن المملكة في طريقها إلى أن تصبح قوة اقتصادية رائدة في منطقة الشرق الأوسط، ومحوراً للربط والتواصل مع العالم.
وقال رجل الأعمال محمد بن عبدالعزيز العجلان نائب رئيس مجموعة عجلان لـ»الجزيرة»، إن المملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة بينهما علاقات راسخة عمرها يتجاوز 90 عاماً، رافقها تعاون وثيق وتطورات واسعة على مختلف الأصعدة، وهو ما تعزز بهذه الزيارة حيث أكدت بريطانيا دعمها القوي لرؤية 2030 والإصلاحات التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد، والتي بمقتضاها ستتحول المملكة إلى قوة اقتصادية رائدة، وحليف استراتيجي لبريطانيا في منطقة الشرق الأوسط، ومحور للربط والتواصل مع العالم. وأضاف أن الاتفاقيات التي تم توقيعها وتشمل استثمارات بنحو 100 مليار دولار على مدى 10 سنوات سيكون لها عظيم الأثر من حيث تحسين مهارات رأس المال البشري وقدراته، وإطلاق الإمكانات والقدرات لكل المواطنين في المملكة، كما أن بريطانيا ستلتزم بتقديم خبراتها كافة لمساعدة المملكة في تحقيق اصلاحاتها الحيوية وفقاً لرؤية 2030 وبرنامج التحول الوطني 2020.
ولفت إلى أن بريطانيا شريك استراتيجي في رؤية 2030، نظراً لخبراتها وقدراتها المتقدمة في القطاعات العامة والخاصة التي تشمل التعليم والصحة والثقافة والترفيه والخدمات المالية والتقنية والعلوم والابتكار والطاقة والأمن والدفاع، مبيناً أنه على سبيل المثال تم الاتفاق على التعاون المشترك في مجالات التعليم المختلفة، والاستفادة من الخبرات والتجارب البريطانية في دعم تطوير التعليم المبكر، حيث تم توقيع مذكرة تفاهم لتطوير منهجيات التعليم وبناء القدرات، فيما عينت المملكة المتحدة السير أنطوني سيلدون مبعوثاً خاصاً للتعليم لدعم رؤية 2030. كما وقع البلدان مذكرات تفاهم في مجالات التدريب، والرعاية الصحية الأولية، والاستثمار الصحي، والصحة الرقمية، وغيرها من المجالات، حيث عينت المملكة المتحدة السير مايك ريتشارد مبعوثاً خاصاً لها للرعاية الصحية لدعم رؤية 2030.
كذلك أعربت المملكة المتحدة عن اهتمامها القوي بمشروع «نيوم»، واتفقا على العمل معاً لتحديد طرق استخدام الخبرات والابتكارات البريطانية بما في ذلك القطاع الخاص لتطوير «نيوم» وبناء المهارات والقدرة والخبرة في المملكة. وشملت الاتفاقيات الاستفادة من الخبرة البريطانية في مراكز النمو والتسريع الأعمال التجارية.
وذكر العجلان أن حفاوة الاستقبال تكشف تقدير العالم لمكانة المملكة ممثلة في سمو ولي العهد، بما يثبت يوماً بعد آخر أن بلادنا تسير في الوجهة الصحيحة، مدعومة بطموح الشباب نحو المستقبل الجديد والأفق الواعد.
بدوره، أكد رجل الأعمال خالد بن عبدالرحمن الجريسي عضو مجلس إدارة غرفة الرياض، أن زيارة ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان إلى المملكة المتحدة بدعوة من الجانب البريطاني، تستهدف تدشين مرحلة جديدة أكثر عمقاً واستراتيجية واستدامة لدعم المصالح المشتركة بين البلدين.
وقال إن العلاقة المستقبلية تبدت ملامحها من الاتفاقيات والالتزامات التي أعلن عنها خلال الزيارة، حيث أطلق ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، مجلس الشراكة الاستراتيجية السنوي، ليكون آلية رئيسية لحوار منتظم لتعزيز كل جوانب العلاقة الثنائية بما في ذلك المجالات الاقتصادية والدفاع والأمن والمساعدات الإنسانية والموضوعات الإقليمية والدولية، مشيراً إلى أن الطرفين اتفقا على خطة تنفيذ لتحقيق هذه الشراكة الاستراتيجية ومتابعتها في اجتماعات أخرى خلال عام 2018. وتابع: البلدان التزما بشراكة طويلة الأجل لدعم تحقيق رؤية 2030 بحيث تشمل مجموعة من المجالات بما في ذلك تقييم الفرص والاستثمارات المتبادلة مع المملكة المتحدة ومن خلالها من قبل صندوق الاستثمارات العامة، والتجارة البينية بين البلدين، والمشتريات العامة من القطاع الخاص للمملكة المتحدة في المجالات الأولوية لرؤية 2030، بما في ذلك التعليم والتدريب والمهارات، والخدمات المالية والاستثمارية، والثقافة والترفيه، وخدمات الرعاية الصحية وعلوم الحياة، والتقنية والطاقة المتجددة، وصناعة الدفاع، حيث يتوقع أن تبلغ هذه الفرص مجتمعة ما يصل إلى 100 مليار دولار على مدى 10 سنوات، يستهدف من ضمنها صندوق الاستثمارات العامة استثمارات مباشرة تصل إلى 30 مليار دولار.
وأفاد الجريسي بأن بريطانيا أكدت أنها مدركة للإمكانات الهائلة التي تتمتع بها المملكة لتكون قوة استثمارية عالمية، وتعهدت بالعمل معنا لتحقيق أهداف التصنيع وتنمية رأس المال البشري، كما اتفقا على إنشاء مجموعات مشتركة من القطاع الخاص لدعم التوسع في القطاعات الرئيسية المحددة في رؤية 2030، بما في ذلك الخصخصة وإدارة الأصول والعقارات وعلوم الحياة والتقنية، واتفاق مجموعة لندن لأسواق الأوراق المالية مع شركة تداول على برنامج تدابير بناء القدرات والتدريب للمساعدة في تنمية أسواق الأوراق المالية.
أيضاً أطلق الجانبان حوار الطاقة والصناعة الوزاري السعودي- البريطاني، وتم توقيع مذكرة تفاهم حول الطاقة النظيفة، بينما رحب الجانبان بعدد كبير من الصفقات التجارية الرئيسية التي تم الاتفاق عليها خلال هذه الزيارة والمتوقع أن تتجاوز 2 مليار دولار، مما يخلق ويؤمن الوظائف والازدهار في البلدين.