«الجزيرة» - الاقتصاد:
تقدمت جمعية «نقاء» على نظام مكافحة التدخين الجديد رسميًّا بشكاوى لوزارتَي التجارة والاستثمار والصحة ضد شركات التبغ بالمملكة المخالفة لنظام مكافحة التدخين الجديد ولائحته التنفيذية. ورفعت الجمعية شكواها للوزارتَين الأسبوع الماضي متضمنة المخالفات التي وقعت فيها شركات التبغ بالسوق السعودية.
وقال رئيس مجلس إدارة الجمعية المستشار سليمان الصبي لـ»الجزيرة»: تأتي هذه الخطوة انطلاقًا من الأمانة الملقاة على عاتق «نقاء» فيما يخص مكافحة التدخين، وتعاونًا منها مع الجهات المعنية بمراقبة تطبيق الأنظمة، وخصوصًا عندما تكون المنتجات المعنية مضرة صحيًّا بحياة أفراد المجتمع.
وأكد الصبي أن وزارتَي التجارة والاستثمار والصحة أكثر حرصًا من «نقاء» في تطبيق الأنظمة الخاصة بمكافحة التدخين. مشيرًا إلى أن الجمعية تجد تعاونًا كبيرًا من الوزارتَين المعنيتَين في دعمها وتشجيعها.
وحول المخالفات التي ارتكبتها تلك الشركات في حق نظام مكافحة التدخين الجديد ولائحته التنفيذية قال الصبي إن لائحة النظام نصت في المادة الـ (5) على الآتي: (يجب أن تكون جميع عبوات التبغ وعلب السجائر مطابقة للمواصفات القياسية الخليجية رقم [246GSO] الصادرة من هيئة التقييس لدول مجلس التعاون وما يطرأ عليهما من تعديلات، وأن يوضع على واجهة العلبة عبارة وصورة تعبران عن الأضرار الصحية للتدخين، على أن تكون متجددة وواضحة ومفهومة، وأن لا تقل المساحة المخصصة لذلك عن نصف حجم واجهة العلبة. كما نصت اللائحة على أنه يجب أن يبيَّن على العلبة في أي موضع منها نسبة النيكوتين والقطران وأول أكسيد الكربون، وتاريخ الإنتاج. وأيضًا يبيَّن في أي موضع منها بشكل واضح ومفهوم عبارة [لا تُباع منتجات التبغ لمن يقل عمرهم عن 18 سنة]).
وأشار الصبي إلى أن غالبية شركات التبغ الموجودة في سوقنا المحلي لم تلتزم بهذا النظام ولائحته التنفيذية، بل تلتف على القانون من أجل ماراثون كسب العملاء. مشددًا على أن هذه الشركات المتجاوزة يجب أن تعاقَب وتُردع.
وحذَّر الصبي الشباب والطلاب من أن يكونوا صيدًا سهلاً لأساليب تلك الشركات الدعائية والترويجية التي تنظر لهم كمرتع خصب، مبينًا أن كل استراتيجيات تسويق منتجات التبغ، وبخاصة الجديد منها، تستهدف بشكل واضح وجلي هاتين الشريحتين. وقد أُجريت دراسات تتقصى هذا الاستهداف، واتضح من خلالها أن تحقيق زيادة مبيعات منتجات التبغ حسب نتائج الشركات المصنعة يعتمد كليًّا على حجم الدعاية والترويج الموجَّهين للأحداث والطلاب والشباب؛ وهذا ما جعل القلق يساور منظمة الصحة العالمية بسبب الأخطار المتزايدة من انتشار تعاطي التدخين وسط هذه الفئات.
وشدَّد الصبي على أن الدعاية هي السلاح الرئيسي الذي تستخدمه شركات التبغ لكسب المزيد من المدخنين؛ لترتفع نسبة الاستهلاك، وترتفع معها مدخلاتها. وأضاف: معروف للجميع أن الصغار يرغبون في التدخين؛ لأنهم يعتبرونه عملاً يقوم به دائمًا الكبار، كما أنهم يتصورون أنه عمل جذاب، يدل على شخصية العصر. وتؤكد إعلانات التبغ هذه الصورة، وتبرز عبر إعلاناتها شبانًا أصحاء يتمتعون بالهيبة والوسامة يمارسون نشاطات ممتعة، ويقومون بنشاط اجتماعي مميز، تكسوه الحيوية. وأشار الصبي إلى أن الدعايات الأشد خبثًا تلك التي تربط التدخين بجمال الطبيعة والحيوية الرياضية والقوة البدنية، وتربطه ضمنًا بالجاذبية الجنسية وتقريب الأفكار بين العشاق.. وكل ذلك عبارة عن (وهم)، تمارسه شركات التبغ حتى تضمن سوقًا جيدة، وبيئة مستهلكة لمنتجاتها.