خسر الهلال بالأمس لأن الخصم وجد من يتكفل بهزيمة فريقه.. دياز المدرب الكبير والقدير يمارس أحياناً تصرفات يحتار المتابع في تفسير أسبابها وأهدافها، فبالأمس المدرب لم يكن لديه تقييم ليشرك الأفضل بدلاً من الأسوأ ففي المباراة المهمة يستغني عن أفضل مدافع هذا الموسم وعن الظهير البارز ليفرض عبدالله الحافظ الذي لم يجد من يقتنع به غير دياز ويستمر في استبعاد واحد من أهم أسباب وصول منتخبنا لكأس العالم عبدالملك الخيبري ليبقى عطيف اللاعب الذي ربما يسلم الكرة بسلاسة ولكنه رخو في مواجهة الخصم فيظل دفاع الهلال تحت الضغط طوال المباريات لأنه بلا ساتر دفاعي، أما هجوم الفريق فيتحمل دياز ما يحدث للفريق بسبب أفراد هذا الخط فله موسمين كان ينتظر منه واحد أفضل من ماتياس وكان ينتظر ممن حوله إخباره أن ياسر القحطاني لا يحسم مباراة ولا يقود الفريق للانتصار منذ أكثر من ثمانية مواسم وكان ينتظر ممن حوله أن يخبروه أن الهلال كزعيم لآسيا لم يغب كل هذه الفترة إلا بغياب هجوم يعرف الطريق للمرمى ويترجم تفوق زملائه، وكان عليهم أن يخبروه أن تاريخ الهلال أكبر من أن يهز بهكذا هجوم وبهكذا تصرفات فالرجل بتاريخه وإمكانياته يبدو أن ليس لديه استراتيجية للمستقبل لذلك فلا أحد يتنبأ بما سيفعله وكيف سيكون شكل الفريق وحاله وأفراده فمن يبرز ربما يجد نفسه بجانبه في (البنش) أو خلفه في المدرج ومن يحنق غالباً ما يجد نفسه وسط الميدان يعبث ولا يسجل إلا في مرماه..
الهلال بالأمس لم يكن الهلال ولا شبيه الهلال، ما شاهدناه بالأمس هو مزيج من اللا مبالاة والفوضى وفرض القناعات البالية بطريقة مستفزة ولا تليق بالهلال ولا بتاريخه ولا بجماهيريته.. والأفضل طالما أن دياز سيفرض لاعبين بلا إمكانيات وآخرين منتهي الصلاحية فالأفضل إكمال الموسم بدون التعاقد مع لاعبين كبنشرقي وسيروس تضيع إمكاناتهم بواسطة لاعبين أثبتت السنين أنهم يعيقون الهلال عن تحقيق تطلعات عشاقه.. بالأمس كان الحافظ وياسر القحطاني حجر عثرة ومجاهد ربما يرجى منه ولكن ليس الآن وليس بهذا الأداء، وكان عطيف جيداً في الاستلام والتسليم ضعيفاً في المواجهة فتأثرت المجموعة واهتزت، وكان تغيير مدافع والتعديل في منطقة الظهيرين دليل الفوضى التكتيكية لدياز وحتى الفريق الخصم لا يستطيع التسجيل تكفل الحافظ بالقيام بالمهمة بهدف اعتيادي ومعتاد من لاعب دياز.
- متابع