«الجزيرة» - سفر السالم:
توصلت دراسة بحثية حديثة حول مشروع النقل العام في العاصمة الرياض إلى تقدير قيمة التوفير في وقت التنقل في المدينة مع انطلاق المشروع، والذي يعادل تقريبًا 30 ريالاً للساعة الواحدة. وركزت الدراسة، التي حصل بها الباحث على درجة الدكتوراه من جامعة كاردف البريطانية، على سؤال الرئيس هو: «ما هي الأنظمة والتدابير المناسبة التي يجب أن تُطبق مع انطلاق مشروع النقل العام في مدينة الرياض، والتي قد تسهم في تغيير سلوك السائقين وتوجيههم لاستخدام النقل العام بدلاً من المركبة الخاصة؟». ولتقديم إجابة مناسبة لسؤال الدراسة قسَّم الباحث الدكتور عمر العتيبي الدراسة إلى 3 مراحل.
وبعد تحليل نتائج الدراسة، تبيَّن أنه لعدم وجود نظام نقل عام فعّال فإن أغلب الأنظمة الحالية تشجّع على استخدام المركبة الخاصة، مثل توافر المواقف المجانية، وتسهيل الظروف التشغيلية للمركبة. ووجدت الدراسة أن التخطيط المستقبلي لنظام النقل العام في الرياض يجب أن يولي اهتمامًا كبيرًا للجوانب الاجتماعية والثقافية، مثل توفير السلامة والأمان، ووجود عربات عائلية منفصلة، توفر الخصوصية.
ووجدت الدراسة كذلك أن تحسين البنية التحتية، مثل توفير ممرات خاصة للمشاة لتعزيز الوصول إلى محطات النقل العام، وفرض رسوم مواقف السيارات.. هي إستراتيجيات فعّالة؛ لتحول مجتمع مدينة الرياض من مستخدم للمركبة لمستخدم للنقل العام.
وأظهر البحث أيضًا أن احتمال انتقال الأشخاص من المركبة إلى وسائل النقل العام سيزيد من خلال خفض تكاليف استخدام النقل العام، وعدد التغييرات بين خطوط النقل العام، وتقليل وقت انتظار الخدمة، والبرامج التوعوية في المدارس والأسواق التي تظهر الجوانب السلبية لاستخدام المركبة ومزايا النقل العام. الأهم من ذلك: هناك جوانب ثقافية تنطوي على التصور تجاه وسائل النقل العام التي تلعب دورًا مهمًّا في توجُّه مجتمع مدينة الرياض لاستخدامه.. حيث وجدت الدراسة على سبيل المثال أن الأفراد المؤهلين تأهيلاً علميًّا عاليًّا (من يحملون البكالوريوس فأعلى) كانوا أقل تحمسًا لاستخدام وسائل النقل العام، ويرون أنها «اتخاذ خطوة إلى الوراء في العالم في حال استخدموا النقل العام في تنقلاتهم»؛ لذلك يجب أخذ هذه الشريحة من المجتمع بعين الاعتبار من أجل تخفيف هذا التصور عند تصميم أي محفزات لتشجيع استخدام وسائل النقل العام.
ومن المعلوم أن العديد من مدن المملكة وبالأخص مدينة الرياض مرت بمراحل نمو سريعة جداً خلال الثلاث عقود الماضية كزيادة في المساحة العمرانية ونسبة نمو في أعداد السكان وسجل عدد المركبات أكبر رقم في العالم. لذلك شهدت مدينة الرياض مشاكل مرورية من إفرازات زيادة عدد المركبات والرحلات اليومية لها والتي تزيد عن 95 % من مجمل الرحلات اليومية داخل المدينة حيث عجزت المركبة الخاصة عن تلبيتها بالشكل المطلوب بسبب الازدحامات وطول زمن الرحلة.