«الجزيرة»- وحدة الأبحاث والتقارير الاقتصادية:
تتصدر المملكة دول العالم في إنتاج المياه المحلاة بأكثر من مليار متر مكعب سنوياً تقدر بنحو 18 في المائة من الإنتاج العالمي. ولا تزال المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة تحافظ على مكانتها كأكبر منتج للمياه المحلاة في العالم بنحو 5.0 مليون متر مكعب، وبلغت حجم الطاقة الكهربائية المولدة في محطات التحلية البلغ عددها 27 محطة تحلية عاملة نحو (25) مليون ميجاوات في الساعة.
خارطة الإنتاج العالمي من المياه المحلاة السعودية أولاً
تتركز مواطن تحلية المياه في منطقة الشرق الأوسط تقريباً، خاصة بدول مجلس التعاون الخليجي، حيث تساهم خمس دول خليجية (المملكة والكويت والإمارات وقطر والبحرين) بنحو 70 في المائة من إجمالي استهلاك المياه المحلاة في العالم، يليها بعض دول دول شمال أفريقيا، خاصة ليبيا والجزائر بنحو 6 في المائة من إجمالي المياه المحلاة في العالم.
ويشير تقرير منظمة التحلية العالمية إلى أن أكثر من 75 مليون شخص بالعالم يعتمدون على استخدام المياه العذبة من تحلية مياه البحر أو تحلية مياه الآبار المالحة.
وتوجد 10 دول رائدة فى مجال التحلية بإنتاج 66.4 مليون متر مكعب يوميا وهى: المملكة بنسبة 18 في المائة، الولايات المتحدة 13.6 في المائة، الإمارات العربية المتحدة 13.2 في المائة، إسبانيا 8 في المائة، والكويت 4.2 في المائة تليها الصين والجزائر واليابان وقطر وكوريا الجنوبية.
ويشير أحد تقارير المنظمة إلى أن نسبة المياه المحلاة على مستوى العالم وصلت إلى 81 مليون متر مكعب يوميا. وتتوقع وحدة أبحاث الجزيرة أن تزيد عدد محطات التحلية بالعالم حاليا على 15 ألفا محطة تتواجد في نحو 120 دولة.
هذا وتعتبر المملكة أكبر منتج للمياه المحلاة في العالم بواقع 5 ملايين متر مكعب في اليوم، تليها دولة الإمارات. جدير بالذكر أن أكثر من 45 في المائة من المياه المحلاة في العالم تنتج في دول الخليج، مقابل 54 في المائة بمنطقة الشرق الأوسط.
البداية وكنداسة بجدة
في عام 1325هـ تم تشغيل أول وحدة تكثيف وتقطير مياه البحر المالحة على ساحل البحر الأحمر بمدينة جدة وعرفت باسم الكنداسة، وهي أول وحدة تحلية تنشأ على اليابسة حيث كانت تلك التقنية تستخدم فقط في السفن العسكرية والتجارية التي تبحر أياما وأسابيع دون توقف للتزود بالماء، وكان الغرض من هذه الوحدة دعم مصادر المياه العذبة في جدة، تلاها في عام 1348هـ إنشاء وحدة تكثيف لتقطير مياه البحر، وذلك لدعم مصادر المياه العذبة للحجاج والمعتمرين بجدة أيضا.
محطة رأس الخبر الأضخم في تاريخ الطاقة الكهربية
تشير التصريحات الرسمية إلى أن مشروع رأس الخبر تبلغ تكلفته الإجمالية أكثر من 27 مليار ريال، ويعد أكبر محطة ضخ تنشأ حتى الآن في تاريخ التحلية بطاقة كهربائية، حيث تبلغ 2400 ميغاوات، منها 1.025.000 مليون متر مكعب ستغذي شركة معادن بنحو 1350 ميغاوات، ونحو 1050 ميغاوات لشركة الكهرباء، مقابل 200 ميغاوات ستستخدم في المحطة بمجموع 2600 ميغاوات.
يشار إلى أن مشروع رأس الخير لتحلية المياه يعد أكبر محطة في العالم، وسينتج ما يتوقع أن يصل إلى 1.3 مليون اليوم، ويشير البعض إلى أن هذا المشروع يعادل في إنتاجه وجود نهر كامل يجري في مدينة الرياض.
الاستثمارات المرتقبة في إنتاج المياه المحلاة
لا توجد تقديرات دقيقة حول مجمل استثمارات المملكة الحالية والمنتهية في إنتاج المياه المحلاة، ولكن تقدر وحدة أبحاث «الجزيرة» تلك الاستثمارات بما يوازي 100 مليار ريال، وإذا كان هذا الرقم هو حجم الاستثمارات في الماضي على وجه التقريب، فإن حجم الاستثمارات المرتقبة في إنتاج المياه المحلاة خلال الثلاث سنوات المقبلة تناهز 60 مليار دولار، وذلك لتلبية الطلب المتزايد على المياه العذبة سواء للاستخدامات السكنية أو التجارية أو الصناعية أو الزراعية.
الشراكة مع القطاع الخاص
رغم المجهودات العظيمة التي تقوم بها المؤسسة العامة لتحلية المياه، إلا أن الخطة بعيدة المدى تقوم على الشراكة مع القطاع الخاص في مشروعات إنتاج المياه المحلاة، وتوجد ثلاث شركات للشراكة مع القطاع الخاص بأسلوب البناء والتملك والتشغيل BOO لمدة عشرين عاماً، تأخذ شكل شركات مساهمة مقفلة، يتملك القطاع الخاص نسبة 60 في المائة وصندوق الاستثمارات العامة نسبة 32 في المائة والشركة السعودية للكهرباء 8 في المائة من الأسهم. ويعتبر هذا الطريق هو المسار الآمن بعيد المدى لتدبير استثمارات حقيقية في قطاع حيوي كالمياه بعيداً عن موازنة الدولة مستقبلاً.
وتتوقع وحدة أبحاث «الجزيرة» إنشاء وتأسيس المزيد من هذه الشركات مستقبلاً، وهنا يجب الإشارة إلى أن المملكة تنفق لكي تكون دولة على نهر جار، ولكن لا يخشى نضوبه أو تناقص أمطاره.