أعتقد بأنه لايوجد ناد سعودي أو حتى على مستوى العالم مر بنفس الظروف المريرة التي مر فيها نادي الاتحاد، الذي يعاني منذ سنوات من انقسامات ومشاكل مالية متعددة، وقضايا متراكمه داخل أورقة الفيفا، وشكاوي وديون مالية تجاوزت ربع مليار ريال سعودي، لم تجد لجنة الانضباط أمام هذه المشاكل التي تحيط بالاتحاد من كل مكان إلا اتخاذ قرار المنع من التسجيل خلال فترة انتقالات اللاعبين بسبب تزايد الشكاوي عليه، ما حدث بالاتحاد سببه هو عدد من الإدارات المتعاقبة عليه التي لم تبحث أو تكترث لمصلحته، متناسين أن هذا العميد واحد من أهم الأندية في الكرة السعودية. ورغم كل ماحدث للاتحاد من معاناة سببت لجماهيره الألم والقهر وهي تشاهد عشقها الكبير في بحر من المشاكل والانقسامات إلا أنها لم تتخل عنه فهذا العشق يكبر بقلوبها، ولم تهجر مدرجاته وتتركه وحيداً وسط هذه الدوامة من المشاكل التي لاتنتهي، بل على العكس ظلت تدعمه بكل قوة رامية كل مايمر بها فريقها خلف ظهورها في ظاهره فعلاً تستحق التقدير والاحترام.
الجماهير الاتحادية تعلم يقيناً أن فريقه في وضع لايساعده على المنافسة إلا أنها تعاهدت على دعمه مهما كان مستواه وبعيداً عن الحضور الفني الذي تنشده دائماً، وأوصلت رسالة للجميع بأن ما يربطها بالاتحاد أكبر من تشجيع وقتي يحضر عند الفوز ويختفي مع الخساره، لذا أصبحت مباريات الاتحاد اليوم ظاهرة في الكرة السعودية ومتعه لمختلف الجماهير السعودية التي تتابع مبارياته خلف الشاشات، فمن غير الاتحاد يتجاوز الحضور الجماهيري أكثر من 40 ألف وهو يمر بهذه الظروف. أندية الهلال والأهلي والنصر جميعها لعبت أمام أحد بالمدينة المنورة إلا أن التذاكر لم تنفذ من منافذ البيع مثل حدث عندما أتى الاتحاد لطيبة الطيبة، هذا مثال بسيط أعتقد أنه يختصر كل شيء، فالاتحاد بعيد عن المنافسة إلا أن جماهيره لم تكترث لوضع فريقها بالدوري وابتعاده عن البطولات، جماهير الاتحاد لم يفتح أحد شرفيي ناديها بوابات الملعب لهم لكي يحضروا مثل مايفعل شرفيي وإدارات الأندية الأخرى التي فرقها تنافس على صدارة الدوري إلا أن أصواتهم بحت وهم يشحذون همم جماهيرهم للحضور للمدرجات لدعم لاعبيهم الذين يعيشون أوضاعاً فنية وإدارية مستقرة.
فعلا جماهيرية الاتحاد وتفاعلها مع فريقها ظاهرة نادرة في الكرة السعودية يحق لنا أن نفتخر فيها ويكفي المدرج الاتحادي اليوم أنه بات يصدر الأهازيج لخارج حدود الوطن، وأي ناد يتمنى أن يملك جماهير متفاعلة وعاشقة مثل الجماهير الاتحادية.
** **
- عبدالله العمري