كان لقرار ترامب الاخير الأثر البالغ في نفوس المسلمين والعرب وذلك قد ظهر من خلال ردود الفعل التي أظهرتها الشعوب حول العالم. ولكن أود أن ألفت النظر حول إقرار الإدارة الأمريكية باعتماد الاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل قد كان في عام 1995، وبالتالي يقتضي النظام أن يتم نقل السفارة إلى العاصمة، وحينها أقر الرئيس بيل كلينتون أن قرار نقل السفارة بالإمكان تأجيله 6 أشهر ويحق للرئيس الأمريكي التأجيل لأكثر من مرة حسب الاعتبارات الأمنية.
وهنا كان دور الرئيس ترامب في تنفيذ هذا القرار المؤجل.
وهذا القرار لا يضيف شيئا لواقع القضية الفلسطينية حيث إن البرلمان و الوازارات الاسرائيلية مبانيها موجودة في القدس و معاناة الفلسطينيين كما هي منذ عشرات السنين.
ومع هذا الحدث كان الكثير من الوسائل الإعلامية التي تقتات على القضايا السياسية والعقدية قد شهدت منصات الإعلام الجماهيرية منها والاجتماعية جهودا واضحة للمتاجرين من حولنا بهذه القضية، وسعوا في ربط سبب الوضع الحالي لفلسطين بالسعودية وأنها المعنية الوحيدة في هذا الأمر.
في المقابل كان بيان الديوان الملكي معبرا عن حقيقة موقف المملكة الدائم والذي نص على أن هذا الإعلان فيه انحياز كبير ضد حقوق الفلسطينيين ولما توليه القيادة السعودية لهذه القضية من اهتمام بالغ فلم يصدر ذلك البيان من وزارة الخارجية بل تبنت القيادة التصريح بشكل مباشر.
في الوقت ذاته كل ما قدمته الدول المتاجرة بهذه القضية من مساعدات فعلية للشعب الفلسطيني لا يتجاوز مجموعه 8% مما قدمته المملكة في الخمس سنوات الماضية، وأولئك قد اكتفوا فقط بتأجيج الشعوب ومنصاتهم الإعلامية وملصقات في بعض الشوارع يهددون ذلك العدو الاسرائيلي الذي فتحوا له بلدانهم سياسيا واقتصاديا وإعلامياً و يتصدرون قائمة التبادل التجاري العالمية معه.
لم توفر السعودية أي جهد في أي قضية على مستوى العالم انطلاقا من دينها وانسانيتها التي يشهد لها العالم أجمع، ولم تلتفت لتلك الأصوات ولم تحسب يوما حسابا لمن سينكر هذه الجهود فهي تقدم الخير أينما كان ولا ترجو عليه شيء، ومنذ عهد المؤسس وتلك القيم والمبادئ ثابتة يوما بعد يوم إلى أن نقشها التاريخ في كل شبر من هذه الأرض العظيمة، فكل حاكم لهذه البلاد من عهد المؤسس طيب الله ثراه قد ساهم في مساعي السلام وحماية حقوق الفلسطينيين وقد نتج عن تلك الجهود مشاريع عالمية وقرارات أممية وجد فيها الفلسطينيون الأمل والإنصاف، في حين انشغل المتاجرون بقضية فلسطين في تلميع ما احترق من إعلامهم.