أنعم الله على هذه البلاد المباركة (المملكة العربية السعودية) منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز -رحمه الله- حتى يومنا هذا بنِعَم عظيمة، تزداد عامًا بعد عام.. فهذه البلاد ما زالت مركز العالم الإسلامي، وهي تمثل ثقلاً اقتصاديًّا عالميًّا، وتعيش نهضة اقتصادية وتعليمية واجتماعية مستمرة؛ ويدل على ذلك ما نشهده كل عام عند إعلان أرقام الموازنة العامة للدولة من نمو في المصروفات والإيرادات رغم التقلبات والظروف الاقتصادية والسياسية العالمية.
وفي هذا العهد الميمون عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- استقبل المواطنون إعلان بيانات الميزانية هذا العام بحمد الله وشكره على ما تضمنته من اعتماد مخصصات قياسية للإنفاق بمبلغ 978 مليار ريال موجهة للبنى التحتية والخدمات الأساسية للمواطنين من صحة وتعليم وأمن ودفاع ونقل عام وتنمية اجتماعية وإسكان وخدمات بلدية. كما حققت تخفيضًا للعجز بنسبة واضحة عما كان عليه في العام الماضي. وكما هو شأن الميزانيات السابقة فقد شهدت الميزانية هذا العام استمرارًا مطردًا في الاهتمام بقطاع التعليم والتدريب المهني؛ إذ بلغ ما خُصص للتعليم 20 % من إجمالي النفقات؛ بما يوفِّر دعمًا مباشرًا ومهمًّا لهذا القطاع الحيوي.
وكجزء مهم من قطاع التعليم فإن التعليم العالي يحظى كل عام بنصيب وافر من الدعم المتواصل ممثلاً بالإنفاق على البنى التحتية والتشغيل والصيانة والعمل الأكاديمي والبحث العلمي وخدمة المجتمع.
وختامًا تجدر الإشارة إلى ما يشهده القطاع الأهلي من نمو وتوسع أفقي ورأسي في ظل دعم وتوجيه ورعاية من لدن خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، ومتابعة وإشراف من وزارة التعليم ممثلة بمعالي الوزير والعاملين معه.
نسأل الله أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، وأن يوفقهما لما فيه خير هذه البلاد في دينها ودنياها، وأن يحفظ على هذه البلاد أمنها ورخاءها واستقرارها.
** **
أ. د. خالد بن عبدالرحمن الحمودي - مدير جامعة دار العلوم