إن المتأمل في ثلاثة أعوام مضت منذ تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- مقاليد الحكم في البلاد، سيدرك حقيقة هذه الشخصية الاستثنائية الجديرة بأن تكون مثالاً يحتذى في الإدارة والقيادة الحازمة الحكيمة.
فمنذ مبايعته يحفظه الله، وعجلة التغيير والتطوير الشامل في البلاد لم تتوقف، فأعاد هيكلتها، وواصل الليل بالنهار، عملاً دؤوباً من التشييد والإصلاح والتغيير في الداخل والخارج. لقد أحدث الملك سلمان بن عبدالعزيز تغييراً جذرياً ليس على مستوى البلاد فقط، بل على مستوى العالم، من خلال مايتخذه من خطوات إستراتيجية وتحالفات إقليمية وعالمية أثبتت وعززت الدور القيادي للمملكة عالمياً، ففي الوقت الذي كونت المملكة وقادت تحالفاً إسلامياً عسكرياً لمكافحة الإرهاب، قامت باستضافة قمة عالمية سعودية أمريكية إسلامية اتجهت لها أنظار العالم وخرجت بقرارات عظيمة في مجال مكافحة الإرهاب ومن أبرزها إنشاء مركز اعتدال العالمي.
لقد حولت المملكة في عهد سلمان الحزم مسار الكثير من الأحداث، من خلال تحالفاتها التاريخية، وزيارات واستقبالات الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده لقادة الدول العظمى وتوقيع الاتفاقيات الفاعلة عسكرياً واقتصادياً.
سنوات قليلة منذ توليه الحكم أيده الله، لكنها محملة بالكثير من المنجزات والإصلاحات الحكيمة المتوازنة بين الداخل والخارج، وتميزت باستثمار الفرص المتاحة عالمياً لتحقيق أكبر المكاسب الممكنة خصوصاً على المستوى السياسي والاقتصادي.
وبرغم ماتمر به المنطقة والعالم من تحولات خطيرة وسريعة، إلا إن المملكة العربية السعودية تقف شامخة بفضل الله، تتجاوز المحن والتحديات، وتنشغل ببناء نفسها ومواصلة تنميتها ونهضتها من خلال رؤية 2030 المحكمة الشاملة التي بدت ملامحها تتضح في كل الاتجاهات.
لقد تدرج يحفظه الله في عملية الإصلاح والتغيير الإداري والمالي في المملكة، وتوّج ذلك بإعلان الحرب على الفساد والحفاظ على المال العام، فكان تشكيل لجنة عليا لهذا الغرض برئاسة سمو ولي العهد الأمين، خطوة تاريخية ستجعل المملكة أكثر نهضة ومتانة اقتصادية عندما تتم إدارة المال العام بشكل دقيق، واستثمار إمكانات البلاد الضخمة في مواقعها الصحيحة، وهذا سيسهم في تسريع الإنجاز ووضع الحلول للكثير من المشكلات المتعلقة بالتنمية والبناء. وكان لبرنامج المساعدات العالمي الذي يقوم به مركز الملك سلمان للإغاثة جانب إنساني عالي التأثير في شتى أصقاع العالم مما يؤكد أن المملكة هي صاحبة رسالة سلام ووئام واحترام لكل الشعوب المحبة للسلام. وعلى المستوى المحلي فهناك عشرات المبادرات والإنجازات في مجالات التعليم والصحة والطرق والإسكان أصبحت تذكر من كل مواطن مخلص فتشكر.
نهنئ أنفسنا بمناسبة الذكرى الثالثة لمبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، سائلين المولى القدير أن يعينه وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان على مواصلة بناء السعودية في مرحلتها الجديدة والحفاظ على مكانتها ورفعتها وسيادتها، في مسيرة ووحدة راسخة بدأها المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه-، وأكملها ملوك البلاد -رحمهم الله- جميعاً.
حفظ الله الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهد الأمين، وحفظ الوطن من كل مايحاك له من مؤامرات تسعى لتفكيك وحدته وعرقلة مسيرته.
** **
د. إسماعيل محمد البشري - مدير جامعة الجوف