الاحتفاء بمرور ثلاثة أعوام على تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -يحفظه الله- مقاليد الحكم في المملكة يأخذ طابعاً خاصاً، ويحمل معنى عميقاً كونه يتعلق بقائد فذ كسب محبة القلوب ونال الإعجاب والتقدير على مستوى عالمي لما اجتمع في شخصيته من صفات لا تجتمع إلا في القادة الأفذاذ الذين يصنعون التاريخ ويؤثرون في مجرياته وأحداثه.
ثلاثة أعوام مرت من حكم سلمان ليس ككل الأعوام عام تجلت فيه شجاعة القيادة وهيبتها وقوة الدولة وقدرتها في مواجهة الأخطار والمكائد التي تستهدف أمن الوطن ووحدته واستقراره بل تستهدف كيان الأمة وتاريخها وحضارتها بشكل عام.
لقد أحيا سلمان بعزمه وحزمه الأمل في نفوس أبناء الأمة حين اتخذ قراره الحازم بإطلاق عاصفة الحزم حماية لخاصرة الوطن واستجابة لنداء الحكومة الشرعية في اليمن الشقيق لإنقاذه من براثن العصابات الإجرامية التي تستهدف اختطافه وطمس عروبته وعراقته وتسليمه إلى أعداء الأمة ورعاة الإرهاب.
كما مضت المملكة بعزمها وحزمها في مشوار الدفاع عن قضايا العروبة والإسلام وعن القضايا العادلة في المنابر والمحافل الدولية انطلاقا من مبادئها الثابتة ورؤاها العميقة ودورها القيادي الرائد مع استمرارها في ذات الوقت في دفع مسيرة التنمية في إرجاء الوطن دون تعثر أو تأثر ووفق خطط تنموية طموحة تنظر إلى مستقبل أكثر إشراقا -بإذن الله-.
لقد كانت بحق أعواماً استثنائية تجلت فيها المواقف الحازمة لهذا القائد الاستثنائي الكبير مواقف كبيرة حاسمة حازمة لكنها غير مستغربة لدى الذين يعرفون الملك سلمان عن قرب الذين عايشوه خلال مراحل عمله ومسئولياته فقد ولد قائداً وتجلت مواهبه القيادية وشخصيته المهيبة في وقت مبكر واعتمدت عليه الدولة في الأمور المهمة وإبان عمله الطويل في سدة إمارة منطقة الرياض كان الملك سلمان حاكماً إدارياً متميزاً وركناً أساسياً في قيادة الدولة، حيث وقف مع إخوانه الملوك بوفائه وإخلاصه وحكمته، وإلى جانب سماته القيادية البارزة فإنه يتمتع أيضاً بذكاء متقد وثقافة واسعة وعلم بالتاريخ ومعرفة دقيقة بالناس وعرف بأنه صديق للمثقفين وأرباب القلم كما عرف بقربة من إخوانه وأبنائه المواطنين من خلال سياسة الباب المفتوح، سواء في مكتبه أو في منزله العام.
وحيث إنني أحد السعداء بالعمل تحت إدارته -يحفظه الله- وأحد الذين تخرجوا من مدرسته الإدارية المتميزة، فإنني أدين له بالفضل الكبير -بعد الله- في حياتي العملية الطويلة التي قضيتها وكيلاً لمحافظة المجمعة ثم محافظاً لمحافظة القويعية إذ كان -يحفظه الله- قدوة مثالية في تنظيم العمل واستثمار الوقت وحسن التعامل مع الجميع حريصاً على خدمة المراجعين من المواطنين والمقيمين -على حد سواء- وقضاء حوائجهم وحل قضاياهم كما كان يحثنا دائماً على الاهتمام بالمواطن والرفع باحتياجاته ومتطلباته دون تأخير ويعتبره مرتكز التنمية وهدفها الأول كما يتمتع -أدامه الله- بإنسانية متدفقة تجاه أهل العوز والحاجة ويتولى بنفسه الإشراف والمتابعة على أعمال الجمعيات والمبرات الخيرية ومشروعات الإسكان الخيري ودور الأيتام، وغير ذلك من الأعمال التي تستهدف بناء الأسر وتشجيع الشباب على الزواج ودعم أفكارهم ومشروعاتهم العلمية والتجارية والمهنية، وإننا حين نحتفي نحن أبناء الوطن السعودي الكبير بسلمان العزم والحزم بأعوام حكمه الثلاثة، فإننا نعد ما تحقق على يديه في ثلاثة أعوام من حكمه امتداداً لعطاءاته وإنجازاته السابقة للمواطن والوطن باعتباره أحد أركان البيت السعودي الكبير الذين حملوا على اكتافهم مسؤولية الوطن والأمة بكل كفاءة واقتدار، ونعبر عن فخرنا بالمكانة المرموقة التي وصل إليها بين قادة العالم البارزين كأحد المؤثرين في مجريات السياسة العالمية واتجاهاتها الإيجابية نحو إحقاق الحق ونشر مبادئ العدل والمساواة والسلام.
كما نعبّر عن اعتزازنا بقوة الوطن تحت قيادته الحكيمة وما أظهره من قدرة عالية لدرء الفتن، وقطع دابر كل من تسوّل له نفسه المساس بحدوده وأمنه ومكتسباته، بل ويزداد فخرنا واعتزازنا بدولتنا الرشيدة وهي تتبوأ مكانة الريادة إقليمياً ودولياً في ضوء منهجها القويم ومبادئها الثابتة ونصرتها للقضايا العادلة وسعيها الدءوب لإحلال السلم وإشاعة السلام.
وها نحن نرى توافد قادة العالم من كل حدب وصوب على عاصمتنا الحبيبة الرياض؛ إداركاً منهم لموقف المملكة المؤثر في صنع القرار ولدورها الرئيس في دعم الاقتصاد العالمي وتحقيق توازنه واستقراره.
وخاتمة القول، تأكيد صريح من صميم قلوبنا بأننا على العهد باقون؛ وفاءً وإخلاصاً وولاءً لقائدنا الفذ أبي فهد -أيده الله-، مقدرين قراراته الشجاعة ومواقفه الحازمة وسعيه المتواصل لإسعاد المواطن ورفع شأن الوطن واعتماده على أفكار الشباب وسواعدهم نحو مستقبل جميل واعد -بإذن الله-.. والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل.
** **
عبدالله بن محمد الربيعة - محافظ محافظة القويعية سابقاً