شهدت العاصمة العمانية مسقط هذا الأسبوع فعاليات المؤتمر الدولي الثاني للسياحة والثقافة الذي نظمته وزارة السياحة العمانية بالتعاون مع منظمة السياحة العالمية، ومنظمة «اليونيسكو. بمشاركة 700 شخص يمثلون 70 دولة حول العالم وبحضور 30 وزيرًا للسياحة والثقافة.
وشاركت المملكة في هذا المؤتمر بوفد يرأسه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني.
وتضمنت الجلسة الختامية الإعلان عن مسودة مسقط للسياحة والثقافة «تعزيز التنمية المستدامة» التي نصت على تقوية العلاقات التوافقية والتزامنية بين السياحة والثقافة ورفع مستوى مساهمة السياحة الثقافية نحو أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030 وأهدافها الـ17 المفصلة لهذه الأجندة.
كما شددت المسودة على ضرورة الدفع بدور السياحة والثقافة في بناء السلام وحماية التراث بالأخص في المناطق المتأثرة بالأزمات وتشجيع منهجية إبداعية ومبتكرة من أجل تنمية حضرية مستدامة من خلال السياحة الثقافية.
ودعت المسودة إلى إدارة سياحية مسؤولة ومستدامة للتراث الثقافي بالإضافة إلى استكشاف الروابط المتبادلة بين الثقافة والبيئة لتحقيق سياحة مستدامة حيث سيتم خلال 21 يومًا تداول هذه المسودة من قبل الدول الأعضاء في منظمة السياحة العالمية ومنظمة اليونسكو وإذا تمت الموافقة عليها من قبل الأعضاء سيتم التصديق عليها باسم «إعلان مسقط للسياحة والثقافة: تعزيز التنمية المستدامة».
كما تم في الجلسة الختامية الإعلان عن إقامة المؤتمر بشكل سنوي حيث ستستضيف مدينة اسطنبول التركية في العام المقبل أعمال النسخة الثالثة فيما ستستضيف مدينة كيوتو اليابانية أعمال النسخة الرابعة عام 2019م.
وكان الأمير سلطان بن سلمان قد أكد أن عناية المملكة العربية السعودية بالسياحة والتراث الحضاري متزامنين هو عناية بالتاريخ والتراث الإنساني العالمي كونها مهبط الوحي ومهد الإسلام وموطن الحرمين الشريفين وملتقى الحضارات، وموقع تقاطع عالمي حضاري عبر التاريخ.
لافتًا سموه إلى أن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- رجل التاريخ والحضارة تشهد طفرة كبيرة في الأعوام الأخيرة في المشاريع السياحية والتراثية تعكس اهتمام الدولة بقطاع السياحة والتراث كمولد رئيس لفرص العمل، وعامل مهم في تعزيز الهوية والوطنية وارتباط المواطن بأرضه وتاريخه وحضارته.
وأشار سموه في كلمته في افتتاح المؤتمر إلى اهتمام المملكة بالسياحة والتراث الحضاري كقطاعين متزامنين، وذلك مع بدء عمل الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالمملكة منذ أكثر من 17 عامًا.
وأضاف: «نحن في المملكة العربية السعودية بدأنا في هذه الخطة وهذا التزامن بين السياحة والتراث والثقافة منذ إقرار إستراتيجية تنمية السياحة الوطنية في العام 2005م واستمرينا في تعزيز موقفنا من التراث الحضاري في بلادنا وتعزيز إمكانياتنا وقدراتنا، ونمى ذلك عبر السنين حتى بدأنا في الضخ الأكبر في المشاريع، حيث تشهد المملكة طفرة كبيرة في الأعوام الأخيرة في المشاريع السياحية والتراثية».
وتناول سموه الجهود المبكرة للمملكة من خلال الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في الاهتمام بالسياحة والثقافة كقطاعين متزامنين.
وأضاف: «قمنا في المملكة من خلال الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني منذ بداياتها بتأسيس برنامج متكامل للسياحة الثقافية ثم تطور ذلك إلى تغيير مسمى الهيئة بإضافة كلمة التراث الوطني، وبإشراك مجموعة من الوزارات في مجلس إدارتها على مستوى وكلاء الوزراء ينتمون إلى قطاع الثقافة، والمملكة أيضًا أعلنت العام الماضي في تأسيس هيئة مستقلة للثقافة وقد بدأت العمل ونسعد بعضويتها في مجلس إدارة الهيئة، كما أن المملكة قد دعت في الكويت قبل ثلاث سنوات لاجتماع متزامن لوزراء السياحة ووزراء الثقافة وتم ذلك في مقر الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي في الرياض بلقاء مشترك بين وزراء السياحة ووزراء الثقافة، وقمنا أيضًا في القاهرة في اجتماع وزراء السياحة العرب الأسبوع الماضي بطلب اجتماع مشترك لوزراء السياحة ووزراء الثقافة في الدول العربية الذي سوف يتم قريبًا إن شاء الله.
وقد تضمن اليوم الأول للمؤتمر انعقاد مؤتمر الحوار الوزاري لوزراء ورؤساء هيئات السياحة والثقافة تطرقوا من خلاله إلى السياحة والثقافة والتنمية المستدامة التي تناقش الأطر الضرورية للسياسات والأنظمة المشجعة للتنمية المستدامة في قطاعي السياحة الثقافية، وبحث سبل دعم السياحة المسؤولة ذات الوعي الثقافي بما يساهم في تنمية المجتمعات والتبادل الثقافي، والحفاظ على التراث.
كما أقيمت جلسة نقاشية بعنوان (السياحة الثقافية كرائد للسلام والازدهار) وتناولت دور السياحة والثقافة في حفظ التراث وإعادة البناء الاقتصادي في مناطق الأزمات. ويناقش المؤتمر القضايا والبرامج والخطط ذات الصلة بقطاع السياحة الثقافية كصانع للسلام ورائد للازدهار وأهمية التنمية السياحية مع الحفاظ على التراث الثقافي ودور الثقافة والسياحة في التنمية الحضرية والإبداع واكتشاف الوجهات الطبيعية الثقافية في السياحة العالمية إضافة إلى تحقيق أهداف خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030.