«كلْ ديرةٍ للرّجال ديره*»
الديرة: البلد.
أي أن كل بلدٍ في الأرض هو بلد الرجال كاملي الرجولية. والمراد: إن الرجل المتصف بصفات الرجولة الكاملة يستطيع أن يعيش في أي بلد حلَّ به، وتحت كل سماء، حتى يصبح كوطنه الأصلي.
وهذا كما قيل: «العاقل لا غربة له».
قال شاعر(1):
إذا كنت ذا عقل فلا تَخشَ غُربة
فما عاقل في بلدة بغريب
وقال آخر(2):
وإنْ حلَّ أرضا عاش فيها بعقله
وما عاقل في بلدة بغريب
وقيل: «لا غربة على أديب»(3) قال أبوالفتح البُستي(4):
لئن تنقلْتُ من دار إلى دار
وصرتُ بعد ثواء رَهْنَ أسفار
فالحرُّ حرٌّ عزيز النفس حيث ثوى
والشمس في كل برج ذات أنوارُ
** **
(1): جليس الأخيار ص15.
(2): جليس الأخيار ص171، ولطائف المعارف للكُردي ص26.
(3): التمثيل والمحاضرة ق 87-1.
(4): ديوانه ص36، وهما في المنتحل بدون نسبة.
(*): الأمثال العامية في نجد تأليف محمد بن ناصر العبودي.