«الجزيرة» - جدة:
بعيدًا عن لقاءات العمل المؤطرة بروتين أروقة المكاتب، وفي منأى عن تبادل وجهات النظر داخل قاعات الاجتماعات المغلقة، التقى نائب أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن بندر، منسوبي الإمارة في مساءٍ خالٍ من التكّلف والرسمية، وغلب عليه طابع الأريحية، فتبادل أطراف الحديث معهم، واستمع لمطالبهم وأصغى لمقترحاتهم، وخلُص اللقاء إلى توحد الأصوات وتآلف الرؤى، فاتفق الجميع على حمل شعلة تطوير الإمارة وتعزيز الارتقاء بمنظومة العمل فيها، رغبة في تقديم أفضل الخدمات للمستفيدين كافة.
البداية كانت بفيلم وثائقي استعرض إنجازات مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، في جوانب التنمية على صعيدي بناء الإنسان وتنمية المكان، وجهوده لتطوير العمل الإداري بالإمارة،
اللقاء الذي جمع الأمير عبدالله بن بندر بأكثر من 600 موظف من منسوبي الإمارة بفندق هيلتون جدة، كانت سمته الشفافية والوضوح، وعنوانه حرص سموه على استكمال مسيرة البناء باستخدام أساليب حديثة، حاثًا الموظفين على توحيد الجهود، والعمل بروح الفريق الواحد لتحقيق الأهداف المنشودة.
في مساء الطموحات - إن جاز الوصف - حرص الأمير عبدالله بن بندر على تنويع تقسيمة مجموعات الحاضرين دون النظر إلى المرتبة والمنصب، فلم يجتمع المديرون ورؤساء الأقسام على طاولة واحدة، وما كان من سموه إلا أن بدأ بنفسه فجلس على طاولة خلت من القيادات وكبار المنسوبين، واقتصرت على موظفين من ذوي المراتب البسيطة، هادفًا من وراء ذلك إلى إذابة جليد المناصب، وتبادل الخبرات والاستماع للآراء من الجميع.
تنقّل لاقط الصوت بين موظفي الإمارة، يحمل عبر أثيره ما يدور في فكر كل واحد منهم، فأوصلوا بعفوية مُطلقةِ المقترحات والملاحظات، نعم كانت المشاركات متنوعة والمعبرون عنها كُثر، إلا أن الوصول للهدف الأسمى كان القاسم المشترك بين الكثرة والتنوع، إِذ أجمعوا بعزيمة رجل واحد على أهمية توحيد الجهود للارتقاء بالعمل، بغية الوصول للهدف الأسمى وهو كسب رضا الله، أولاً خاصة أن الخدمة لمكة وساكنيها والزائرين، ثم دفع عجلة البناء والتنمية في المنطقة.
وبعد أن أصغى الأمير عبدالله بن بندر للأطروحات، أمسك بزمام الحديث، فكان صدى كلماته محفزًا للنفوس شاحذًا للهمم، كاسرًا حواجز الرسمية، ومذيبًا لبروتوكول الرئيس ومرؤوسه، فبدأ حديثه للحاضرين قائلاً: «بعيدًا عن المناصب والتصنيفات الوظيفية.. أنا زميل لكم.. أسمع منكم.. نتشارك الآراء والأفكار، لخدمة المنطقة وضيوفها وسكانها».
استطرد نائب أمير منطقة مكة المكرمة في الحديث أخذًا على يد الراغبين في التطور ومواكبة المرحلة المقبلة، مبشرًا بحوافز للموظفين المتميزين، معلنًا عن برامج للتطوير وصقل المهارات، تشمل المنسوبين دون استثناء، أولئك الموظفين في كافة أقسام الإمارة، الذين تفاعلوا مع رؤية التطوير واضعين أيدهم بيد سموه، معاهدين الله أولاً على التفاني وأحداث النقلة التي تحقق طموحات القيادة، وتصل إلى تطلعات أمير المنطقة، وعازمون في ذات الوقت على بذل قُصارى الجهد والتفاني لتطوير المنطقة التي تحتضن أقدس بقعه على وجه البسيطة، آخذين في الاعتبار تقديم أرقى وأفضل الخدمات لقاصديها والساكنين على أرضها، ثم ختم داعيًا لاستشعار الأجر والإخلاص في العمل لأن مكة ليست كسواها.
ذاك المساء شهد التحدي الأول مع الوقت، إِذ اقترح الأمير عبدالله بن بندر أن يشارك الجميع في طرح الرؤى والأفكار، ومن لم يسعفه الوقت للمشاركة أتيحت له فرصة كتابة ما يدور بخُلجه في أوراق تم جمعها نهاية اللقاء، وعلى الفور أعلن نائب أمير منطقة مكة المكرمة، أن فريق عمل سيتولى فرز تلك الأوراق، ودراسة ما تحويه أسطرها من مقترحات، ومن ثمّ تطبيق كل ما يخدم منها الإمارة والمُستفيد.
لقطة الختام.. كانت وعدًا أطلقه نائب أمير منطقة مكة بأن تستمر اللقاءات المماثلة في إمارة كان وما يزال ديدنها تطبيق سياسة الباب المفتوح أمام الموظف والمراجع على حدِ سواء، وكانت المداخلات تحمل أفكارًا من الموظفين على مختلف مستوياتهم، فمنهم من طرح أفكارًا تخص التنمية ومنهم من قدم مقترحات لرفع أداء الموظفين، وجميعهم تحدثوا في سياق الارتقاء بالعمل وإيجاد الحلول الممكنة لتحقيق ذلك.
وفي الختام تناول نائب أمير منطقة مكة بمعية منسوبي الإمارة طعام العشاء وانتهي اللقاء بالتقاط الصور التذكارية مع سموه.