تجاوز عدد الرحلات السياحية الثقافية المحلية في المملكة ستة ملايين رحلة العام الماضي 2016م شملت زيارات للمتاحف ومواقع التاريخ الإسلامي والمواقع الأثرية والمعارض الثقافية والفنية والمهرجانات الثقافية، محققة عوائد مالية تجاوزت 13.5 مليار ريال، بالإضافة إلى توفير أكثر من 111000 وظيفة مباشرة وغير مباشرة.
وبحسب تقرير إحصائي لمركز المعلومات والأبحاث السياحية «ماس» بالهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني فقد تنوَّعت الأغراض السياحية الثقافية واهتمام الزوار ما بين حضور المهرجانات والفعاليات الثقافية التي نالت ما مقداره 39.7 % من إجمالي الرحلات الثقافية، في وقتٍ شهدت فيه الأماكن التراثية إقبالاً كبيراً من السياح وبلغت نسبة زيارتهم من عدد الرحلات الثقافية 20 %.
كما نالت المتاحف والمعارض بحسب «ماس» اهتماماً من قبل الزائرين المحليين وشهد اهتمام السياح المحليين نمواً، إذ بلغت نسبة الاهتمام والحرص على زيارتها 8.1 % من إجمالي الزوار، وقام نحو 5.1 مليون سائح محلي بزيارة المواقع الثقافية من متاحف ومواقع تراثية وأثرية وفعاليات سياحية ثقافية، حيث أسهمت المتاحف الجديدة وتطوير العروض المتحفية التي قامت بها الهيئة، إضافة إلى مشاريع تأهيل المواقع التراثية والأثرية في زيادة الإقبال على هذه المتاحف والمواقع.
مشاريع تراثية جديدة
وبيَّن تقرير للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني عن السياحة الثقافية والتراثية عن تنفيذ عدد من البرامج والمشاريع الداعمة لنمط السياحة الثقافية والتي ستسهم في زيادة رحلات السياحة الثقافية وتنوعها وتوسعها، من أبرزها تنفيذ أكثر من 230 مشروعاً ضمن مشاريع برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة الذي تتبناه الهيئة والذي تم دعمه ورصد ميزانيته من الدولة ضمن مبادرات هيئة السياحة والتراث الوطني في برنامج التحول الوطني.
ومن هذه المشاريع إنشاء وتجهيز وتشغيل 18 متحفاً عاماً في المرحلة الأولى (عام 2020م)، وتأهيل أربعة من القصور في المرحلة الأولى و20 قصراً في المرحلة الثانية (عام 2030م) من مباني الدولة التاريخية في عهد الملك عبد العزيز - طيَّب الله ثراه - كمتاحف للمحافظات.
كما تشمل المشاريع تأهيل 80 موقعاً أثرياً للزيارة في المرحلة الأولى و40 موقعاً آخر في المرحلة الثانية تُضاف إلى 70 موقعاً مفتوحاً للزيارة ليصل عدد المواقع الأثرية المؤهلة للزيارة 190 موقعاً.
ومن المشاريع الجديدة أيضاً زيادة عدد المواقع المسجلة في قائمة التراث العالمي في اليونسكو إلى 7 مواقع بنهاية المرحلة الأولى عام 2020 وإلى عشرة مواقع بنهاية المرحلة الثانية عام 2030، وتأهيل 18 بلدةًَ تراثية في المرحلة الأولى و22 بلدة أخرى في المرحلة الثانية، وتجهيز وتشغيل 17 مركزاً للإبداع الحرفي في مناطق المملكة.
كما قامت الهيئة بدعم وترخيص 200 متحف خاص، وتأسيس ثلاث شركات للحرف والصناعات اليدوية ولترميم المواقع التراثية وتشغيلها.
مجالات سياحة الثقافة والتراث
وتعد السياحة الثقافية والتراث أحد العناصر والأنماط الأساسية في صناعة السياحة وهي تعتمد على الإرث الثقافي والتراثي، وتشمل زيارة مواقع التراث الثقافي الأثرية والتراثية، والحضرية والريفية وخاصة المدن والقرى والمعالم التاريخية، والمرافق الثقافية كالمتاحف والمسارح والمعارض والأسواق الشعبية وغيرها، كما تشمل زيارة مناظر التراث الثقافي والطبيعي والتعرف على عناصرها ومقوماتها، وما يترتب على ذلك من آثار ثقافية.
ويرتبط بسياحة الثقافة والتراث عدد من لأنشطة والمجالات منها: العادات والتقاليد والأعراف القبلية، المأكولات الشعبية، الملابس والحلي التقليدية، الفنون التراثية والشعبية، والقصور التاريخية والأثرية، والطرق التاريخية والأثرية، والقرى والأسواق التراثية، والقلاع والحصون، الرحلات على ظهور الإبل، استعراضات الخيول، الصيد بالصقور، الفروسية والهجن.
مقومات وتحديات السياحة الثقافية بالمملكة
وتحظى المملكة بعدد من المقومات التي تزيد من فرص نجاح نمط السياحة الثقافية والتراثية من أبرزها: تنوّع المخزون الثقافي والتراثي في كافة مناطق المملكة، وزيادة الوعي لدى شرائح المجتمع في أهمية المحافظة على الموروث الثقافي، والتنوّع الجغرافي لمناطق المملكة وتوفر الموارد الطبيعية (جبال وبحار ورمال، وواحات زراعية، وريفية، وغيرها)، ووجود عدد من المهرجانات الرئيسية في المملكة المتخصصة في نمط سياحة الثقافة والتراث.
إلا أنها تواجه بعض التحديات منها قلة الكادر الوظيفي المؤهل للعمل في تطوير نمط سياحة الثقافة والتراث، وضعف البنية التحتية لعدد من المواقع التراثية بالمملكة (القرى التراثية، التاريخية، القلاع، القصور، الأسواق الشعبية)، وعدم جاهزية معظم المواقع السياحية لاستقبال مثل هذا النمط من السياحية بسبب غياب محفزات الاستثمار، وعدم توفّر الموارد البشرية اللازمة للعمل في هذا المجال، وقلة العروض والحزم التسويقية الخاصة بسياحة الثقافة والتراث بالمملكة، وتخوّف المستثمرين من الدخول للاستثمار في المشاريع المتعلّقة بسياحة الثقافة والتراث.
جهود لتطوير السياحة الثقافية
وقد اهتمت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بسياحة الثقافة والتراث ضمن برنامج مستقل يعني بتطوير هذا النمط السياحي المهم.
وتعد المهرجانات التراثية والثقافية والتاريخية أبرز جهود الهيئة في هذا المجال، حيث ساهمت الهيئة في قيام مهرجانات سنوية تستقطب أعداداً كبيرةً من الزوار من أبرزها: مهرجان جدة التاريخية، ومهرجان الصحراء في حائل، ومهرجان الغضا بعنيزة، وسوق عكاظ بالطائف، ومهرجان البادية ببيشة، ومهرجان الصقور بمحافظة طريف.
ومن جهود الهيئة في هذا المجال: تركيب (750) لوحة إرشادية في المناطق المحمية بالمملكة، وإقامة (312) محاضرة وندوة وورشة عمل عن السياحة البيئية في صحاري المملكة، وإعداد أدلة لمسار مشروع طريق التوحيد لقصر أبو جفان الصحراوي بالخرج، والمصمك).
كما نفذت الهيئة بمشاركة عدد من شركائها في الجهات الحكومية والقطاع الخاص عدداً من الزيارات الاستطلاعية لوجهات سياحية عربية وعالمية تعنى بالسياحة الثقافية والتراثية والبيئية.
وقامت بتطوير عدد من منتجات السياحة الثقافية والتراثية في أكثر (25) وجهة سياحية موزعة على الأسواق التاريخية، والقرى التراثية، الطرق التاريخية، والأسواق الشعبية، الفلكلور الشعبي، الصناعات التقليدية، المأكولات الشعبية.