«الجزيرة» - المحليات:
اعتبر عدد من المهتمين والباحثين في مجال التعليم والتدريب أن إدخال الفلسفة ومهارات التفكير في الفصول التعليمية أو ما يسمى «الفلسفة للأطفال ( (P4C أحد أهم التطورات في مسار التعليم، لما له من دور كبير في تحسين مهارات التفكير لدى الطلاب، والارتقاء بمهاراتهم في التواصل والتعاون والتي تعتبر عناصر حيوية في أنظمة التعليم المعاصرة.
وأوضح لـ«الجزيرة» روجر سوتكليف رئيس جمعية سايبري البريطانية التعليمية ـ المتخصصة في تقديم «الفلسفة للأطفال ( (P4Cـ خلال اختتام البرنامج التدريبي الذي أقامته شركة تطوير للخدمات التعليمية الأسبوع الماضي لتدريب 32 معلما ومعلمة على تدريس الفلسفة ومهارات التفكير، أن هناك دراسات أثبتت أن الذين يدرسون الفلسفة يكون تحصيلهم الأكاديمي أفضل، ويحققون مستوى أعلى من الإبداع بكل أبعاده، ويطرحون أفكاراً أصيلة وجديدة عند مناقشة المواضيع، ولديهم المرونة والقدرة على التفكير، والتعدد بالأفكار والبدائل الجديدة.
وبين الخبير البريطاني أن الفلسفة ومهارات التفكير تم تطبيقها في مدارس الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانية عدد من الدول المتقدمة، وكذلك بعض الدول العربية من أجل رفع معايير التعليم والتعلم في كافة المناهج، وقد ساهم ذلك بشكل كبير في تعزيز الفكر النقدي والإبداعي الخلاق لدى الطلاب.
وقال: «إنّ التفكير الفلسفي ليس جديداً على المجتمعات الإنسانية، كما أنه ليس حِكراً على النخبة المتعلمة، فمن اللحظة التي شهدت فيها اللغة تقدماً في المجتمعات البشرية، أصبح الناس يسألون أنفسهم: ما هو أفضل شيء يمكن أن نفكر به أو نقوم به؟ وقد لعبت الفلسفة ـ والتي تعني حرفياً «حُبّ الحكمة» ـ دوراً في غاية الأهمية في تطور الحياة الشخصية والاجتماعية لكل فرد من أفراد المجتمعات. وأضاف قائلا: «إن القرار الذي اتخذته السعودية بإدخال المزيد من التعليم الرسمي للتفكير الفلسفي في مدارسها «الفلسفة للأطفال واختصاره بالإنجليزية «P4C « قد يكون من أفضل القرارات التي تم اتخاذها على الإطلاق في مجال التعليم تحديدا.
وفي السياق ذاته أكد زيد الخمشي مشرف التدريب التربوي بتعليم الرياض، أن البرنامج التدريبي الذي أقامته شركة تطوير للخدمات التعليمية لتدريب المعلمين والمعلمات على تدريس الفلسفة ومهارات التفكير والذي اختتم أعماله في الرياض أخيرا، كان مميزا في فكرته وطرحه، حيث جاء بالشراكة مع بيت خبرة عالمي وهو جمعية سايبري البريطانية.
واعتبر الخمشي أن تدريس الفلسفة والتفكير الناقد أحد الأركان المهمة لبناء قدرات الطلاب على امتلاك أسس التفكير السليم، وإكساب الطالب قواعد التفكير المنظم والناقد، ليكون قادراً على تقييم المواقف المختلفة التي يتعرض لها في الحياة العامة. وقال: «لو نظرا إلى قصة نجاح مدرب البرنامج السيد روجر سوتكليف، وكيف تحول من معلم يمارس عمله الاعتيادي إلى خبير فاق أقرانه وأساتذته ليكون عالما في مجال تدريس الفلسفة ومهارات التفكير للأطفال، هي في حد ذاتها قصة إلهام لجميع المعلمين الذي شاركوا بالبرنامج في حال رغبوا الانطلاق نحو آفاق أرحب في هذا المجال».
وأضاف: «أنه من المناسب أن تعتمد وزارة التعليم فكرة البرنامج التدريبي للمعلمين والمعلمات وتعميمه على المدارس، فهو يقدم مفاهيم جديدة للطلاب حول مجتمعات الاستقصاء وتطوير مهارات التساؤل لدى الطلاب والمعلمين، واستخدام المحفزات المرئية والبصرية».
من جانبه تحدث سليمان النملة رئيس قسم البرامج التدريبية بتعليم الرياض، ـ وهو أحد الذين استفادوا من البرنامج التدريبي، بالقول: «إن شركة تطوير للخدمات التعليمية قدمت لنا برنامجاً نوعياً بعنوان فلسفة الأطفال والذي يقدم على ثلاثة مستويات، مشيرا إلى أن البرنامج ركز على تطبيق جلسة الاستقصاء الفلسفي، وقد بدا واضحا عنصر الابتكار على مستوى التعليم لدينا في المملكة. ودعا النملة إلى تهيؤ البيئة التعليمية بشكل مباشر للاستفادة من هذا البرنامج التدريبي بكل مستوياته وتطبيقه على أرض الواقع، وننتظر إكمال المسيرة في البرنامج بعقد المستويين الباقيين ليكتمل العقد وتتم الفائدة.