بريدة - عبد الرحمن التويجري:
وضع صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، بمشاركة صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز أمير منطقة القصيم حجر الأساس لمتحف القصيم الإقليمي بمدينة بريدة، وتفقد المبنى الجديد لفرع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالمنطقة، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن تركي بن فيصل بن تركي بن عبد العزيز نائب أمير منطقة القصيم، وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فيصل بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز، ومدير شرطة المنطقة اللواء بدر آل طالب.
وقد استمع الجميع إلى شرح مفصل من قبل مدير عام إدارة المشاريع والشؤون الهندسية بهيئة السياحة والتراث الوطني المهندس عبد المحسن أبانمي عن المتحف، الذي بيَّن أن المشروع بني بتكلفة إجمالية قدرها سبعة وستين مليون ريال، ويأتي تنفيذه ضمن مشاريع برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري ويقع على مساحة 10 آلاف متر مربع في منطقة حيوية وسط حدائق عامة وساحات ترفيهية ورياضية في مدينة بريدة، ويضم المتحف عدداً من القاعات منها قاعة بيئة المنطقة وتاريخها الطبيعي وقاعة عصور فترة ما قبل الإسلام وقاعة الفترة الإسلامية وقاعة التاريخ الحديث وقاعة عيش السعودي، مؤكداً أن هذه الفكرة التصميمية لمبنى متحف القصيم الإقليمي استمدت من النسيج العمراني للبلدات التراثية بالمنطقة، وعمد المصمم إلى فصل كتل عناصر المشروع وتوزيعها داخل تنسيق واحد لتأكيد الفكرة التصميمية مع إبراز التصميم المعماري الأصيل لمنطقة القصيم من خلال الواجهات الخارجية والأبنية الداخلية واستخدام المواد المحلية في التشطيبات. بعد ذلك تفقد سمو أمير منطقة القصيم، وسمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني مبنى فرع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الجاري تنفيذه على طريق الملك فهد بمدينة بريدة بتكلفة إجمالية قدرها 18 مليون ريال على مساحة 5000 متر مربع.
وأكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أن مثل تلك المشاريع الداعمة للسياحة في المملكة تعكس كثافة الزوار نظراً لما تمتلكه المملكة من أرث تاريخي، مؤملاً أن تجد تلك المتاحف انتشارا واسعاً في شتى أنحاء المملكة عبر إقامتها واستقبال زوار المملكة من السياح وبين صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز أمير منطقة القصيم أن مباركة سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني لهذا المشروع والاطلاع على مقر فرع الهيئة الجديد هو إحدى الزيارات المباركة التي تؤتي ثمارهاً خلال الأيام القادمة بإذن الله، منوهاً بالجهود المبذولة من سموه في كل ما يخص هذه المنطقة في قطاع السياحة والتراث الوطني.
مسجد المعارك التاريخي
على صعيد آخر كشف الأمير سلطان بن سلمان، عن إطلاق مبادرة إحياء المساجد التاريخية، مؤكداً أن برنامج العناية بالمساجد التاريخية الذي تتبناه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالشراكة مع وزارة الشؤون الإسلامية ومؤسسة التراث الخيرية، لا يقصد به ترميم المساجد للتراث العمراني فقط، وإنماء إحياء هذه المساجد التي قام ملوك هذه البلاد بتبني بناء المساجد والعناية بها.
وقال سموه: إن الاهتمام بالمساجد التاريخية في المملكة بدأ منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - وسار على نهجه أبناؤه الملوك، ونحن نقتفي اليوم أثرهم، لافتاً سموه إلى أن البرنامج له أكثر من 22 عاماً، منوهاً بما يحظى به برنامج العناية بالمساجد التاريخية من رعاية واهتمام ومتابعة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله -، ودعمه لترميم عدد من المساجد التاريخية. وأشار سموه إلى أن مسجد المعارك، قد صلى فيه الملك سعود بن عبد العزيز - رحمه الله -، والذي عرف عنه الاهتمام بالمساجد وإحياء أماكن العبادة، لافتاً سموه إلى أن سمة الشعب السعودي الكريم منذ تأسيس المملكة هو أن الإسلام هو المكون الأساسي لنا، والعناية في بيوت الله هي المهمة الأولى لنا، وأن الخير الذي نعيشه اليوم من أمن واستقرار وازدهار جميعه مرتبط بأن يستمر المكون الأساسي الذي يجمع شملنا.
من جهته قدم صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز أمير منطقة القصيم شكره وتقديره، لسمو الأمير سلطان بن سلمان على اهتمامه بالمساجد التاريخية وترميمها، مؤكداً أن لسمو الأمير سلطان قصب السبق في هذا الجانب، وهو قدوة لنا في الاهتمام بالمساجد وعمارتها وعنايتها، ونحن نسير على خطواته وتوجهاته.
وقال سمو الأمير فيصل بن مشعل: إن الصلاة في المسجد القديم له مزية على المساجد الحديثة، وهذا هو السبب الأساسي الذي جعل سمو الأمير سلطان يهتم في ترميم المساجد القديمة، وهو من بديهيات قادة هذه البلاد، كما أن إعادة اعمار المساجد وإعادة الصلاة فيها لها فضل عظيم، وسموه ممن يأخذ المبادرات الكريمة لبناء الوطن وبيوت الله من أهمها.
جاء ذلك بعد افتتاح مسجد المعارك التاريخي الذي تبرع بترميمه وإطلاق المبادرة بالقصيم الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز، والواقع على الطريق الدائري الداخلي جنوب مدينة بريدة ويتجاوز عمره 100 عام تقريباً، والذي يأتي ترميمه في إطار برنامج العناية بالمساجد التاريخية الذي تتبناه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالشراكة مع وزارة الشؤون الإسلامية ومؤسسة التراث الخيرية.
نادي الطيران بالرس
من جهة ثانية شهد سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وأمير منطقة القصيم، توقيع عقد مشروع نادي الطيران السعودي والمقام بمحافظة الرس بمنطقة القصيم. وعبر المدير العام التنفيذي لنادي الطيران السعودي عايد القاسمي عن شكره وتقديره لسمو الأمير سلطان بن سلمان رئيس مجلس إدارة نادي الطيران السعودي على دعمه المتواصل في تطوير أنشطة الطيران العام والرياضي، ولسمو أمير منطقة القصيم على دعمه وجهوده المتواصلة لمتابعته الدائمة لمشروع نادي الطيران السعودي بالمنطقة ودعمه ولمثل هذه الرياضات التي تخدم الهواة وتحقق فوائد اجتماعية ووطنية متعددة، مؤكداً أن النادي يسعى دوماً للتعاون مع كافة الجهات ذات العلاقة في كل ما يخدم تطوير أنشطة نادي الطيران السعودي، وتحقيق أهداف النادي من خلال نشر ثقافة الطيران وعلومه بمختلف المجالات عبر تهيئة البيئة المناسبة لتعليم هواية الطيران وبالتعاون مع كافة الجهات المعنية لتطوير قطاع الطيران بالمملكة، مشيراً إلى أن الأرض التي تم تخصيصها في محافظة الرس بمنطقة القصيم على مساحة 17.800.000 متر مربع لإنشاء النادي لممارسة أنشطته المختلفة من قبل أعضائه.