خسر الهلال نهائي دوري أبطال آسيا أمام فريق أوراوا الياباني ليس لأنه كان سيئاً فنياً ويستحق الخسارة، خسر لأن كرة القدم لم تنصفه وغير عادلة أبداً معه، فلاعبوه قدموا كل شيء في مباراتي الذهاب والإياب لكن النحس لازمهم، فسوء الطالع هو من وقف أمام تتويج الهلال بطلاً لدوري أبطال آسيا، نعم هناك أخطاء فنية ارتكبها الجهاز الفني بالهلال بقيادة الأرجنتيني دياز في المباراتين وهي أخطاء بكل تأكيد لا تلغي العمل الكبير الذي يقوم به دياز مع الهلال منذ قدومه وتوليه زمام الأمور الفنية، وخسارة لقب البطولة لا تلغي حالة التفوق والتميز الفني الذي يعيشه الهلال حالياً منذ سنوات وهو التميز الذي جعله واحداً من ضمن أفضل فرق القارة والفريق السعودي الوحيد القادر على مقارعة فرقها القوية والمنظمة تكتيكاً.
ردة الفعل الهلالية بعد الخسارة سواء على المستوى الرسمي ممثلة برئيس النادي الأمير نواف بن سعد الذي خرج بكل شجاعة بعد خسارة اللقب وأشاد بما قدمه لاعبو فريقه من مستوى كبير، وأن الحظ لم يقف مع فريقه لكي يتوج باللقب عطفاً على المستوى الفني الذي قدموه، هو بلاشك حديث مسئول وعقلاني من رجل يسعى لإخراج فريقه من إحباطات خسارة اللقب الآسيوي، كما أن ردة الفعل من الجماهير الهلالية بعد الخسارة كانت رزينة وهادئة تكشف مدى العقلية الكبيرة التي يتمتع بها المشجع الهلالي عن غيره، وهذه العقلية ستكون عاملاً مساعداً مهماً لإدارة ولاعبي الهلال للخروج من أزمة خسارة اللقب الآسيوي، فالوعي الذي تعيشه الجماهير الهلالية حالياً وإدراكها أن خسارة اللقب ليس بسبب سوء فني أو تخبط إداري سيختصر كثيراً من المسافات على الهلاليين لتجاوز هذه الكبوة، فخسارة لقب أنت أحد أهم المرشحين له في كل نسخة ليس بنهاية المطاف. والأمر الذي يجب أن تدركه الجماهير الهلالية الواعية أن فرحة البعض بخسارة الهلال للقب الآسيوي بسبب أنهم يريدون أن يتساوى معهم الهلال بالفشل والإحباطات التي يعيشونها منذ سنوات، فهناك حقيقة مرة تعرفها جماهير هذه الأندية وهي أن الهلال هو الفريق السعودي الوحيد القادر على المنافسة وكسب دوري أبطال آسيا، أما بقية الفرق السعودية فلن تستطيع تجاوز حتى دوري المجموعات والتأهل لأدوار متقدمة، لذا فلا يستغرب من حالة الفرح والهستيريا التي عاشها البعض بعد خسارة الهلال، فيكفي الهلاليين فخراً أن تعثر فريقهم أصبح مصدر سعادة وفرح عند جماهير بعض الأندية، وهذه السعادة جاءت بسبب أن فرقها أصبحت اليوم غير قادرة على الوقوف بوجه الهلال في المنافسات المحلية، فحجم المعاناة التي يعيشها البعض من تفوق ونجاح الهلال أصبحنا نكتشفها بكل وضوح مع كل تعثر أو كبوة هلالية في أي منافسة أو بطولة، فمطاردة الهلال والبحث عن عثراته أنستهم ما يعيشونه من خيبات وانتكاسات فشلوا معها حتى بالحصول على الرخصة الآسيوية.
** **
- عبدالله العمري