«الجزيرة» - المحليات:
أقام الصالون الثقافي لجناح المملكة العربية السعودية بمعرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته السادسة والثلاثين مساء يوم الخميس الماضي بحضور الملحق الثقافي مساعد الجراح ووعدد من المثقفين والأدباء والزوار، محاضرة لرئيس جمعية الناشرين السعوديين ونائب رئيس اتحاد الناشرين العرب عضو مجالس العرض الدولي في وزارة التعليم أحمد الحمدان «تاريخ النشر والناشرين السعوديين» وقد أدار المحاضرة مدير الشؤون الثقافية والمشرف على أنشطة الجناح السعودي الدكتور محمد المسعودي.
وأكد «الحمدان» أن حركة النشر بدأت عام 1832 وبدأت حركة النشر في ذلك الوقت في إنشاء المطابع وليس كما هو حالياً على شكل محلات تجارية أو دور نشر فكان في العالم العربي المطبعة هي دار نشر وتقوم بإنتاج الكتب. أول مطبعة أنشئت في شبه الجزيرة العربية أنشأتها الحكومة التركية في صنعاء اليمن وإنشاؤها على أنها في الجزيرة العربية، طبعاً حركة النشر في المملكة تأخرت كثيراً بسبب النظام التركي الذي أدى إلى تأخر حركة النشر في المملكة. وعندما جاء الملك عبدالعزيز - رحمه الله- أعطى اهتماماً كبيراً لحركة النشر. كان العلماء في ذلك الوقت موجودين في مكة المكرمة وكان هناك ضرورة ملحة لوجود مطبعة لتقوم بطبع الإنتاج الغزير لعلماء الشافعية والحنابلة وجميع العلماء. وذلك بسبب وجود الحرمين الشريفين في مكة والمدينة، ووجود علماء المسلمين في مكة والمدينة وكذلك وجود دعوة الإمام المجدّد محمد بن عبدالوهاب مما أدى إلى إثراء حركة النشر في المملكة العربية السعودية. ومن ضمن التشجيع ما قام به الملك عبدالعزيز - رحمه الله - بطبع جميع الكتب الدينية وتوزيعها مجاناً لنشر العلم والمعرفة بين أبناء الوطن. ويضيف الحمدان: إن أول مطبعة أنشئت في مكة هي «المطبعة الميرية» ومن ثم «مطبعة الترقي» في عام 1832 و«مطبعة الحجاز» وأنشئت مطبعة لطباعة جريدتي «الإصلاح» و»صوت الحجاز». وبعد ذلك تحولت مطبعة الحجاز إلى مطبعة حكومية تابعة لوزارة المالية. وقد ابتدأ فيها طبع تقويم أم القرى وجميع ما تحتاجه الجهات الحكومية. ومن ثم تطورت حركة النشر في المملكة وبدأت تفتح دور النشر بعد مكة فتحت مطبعة في المدينة المنورة ومن ثم تولى الأخوان ابنا حافظ إنشاء مطبعة وجريدة يومية في منطقة جدة. وبدأت تتوالى دور النشر، والآن يصل عدد الناشرين تقريباً إلى 400 ناشر في المملكة مسجلين وهم جميعهم من السعوديين وهناك 200 دار نشر سعودية مما يدل على أن هناك نهضة ثقافية تعيشها المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، فالدعم موجود لحركة النشر، وتيسير الأمور وتخفيف الرقابة باستمرار على الكتب ما هو إلا دليل على تشجيع الثقافة والفكر في بلادنا الغالية. جاءت فترة من الفترات كانت وزارة الثقافة والإعلام تدعم الناشر السعودي دعماً كبيراً، وكانت تقتني منها بمبالغ لمجموع دور النشر تقدّر بعشريمليون ريال. وما زال الدعم مستمراً للمؤلف السعودي وهو جزء من الناشر السعودي ودعم للمؤلفين السعوديين ومن أجل النهضة من الناحية الثقافية وتشجيع الأندية الأدبية في المملكة ما هو إلا دليل على تشجيع حركة النشر وتطويرها في المملكة العربية السعودية.
وأكد الحمدان أن ما يفتخر به الآن مشاركة المملكة في أجنحة متميزة في جميع معارض الكتب الدولية، بداية من معرض فرانكفورت ومعرض القاهرة والشارقة وغيرها من المعارض. وهناك تعاون بين جمعية الناشرين والدوائر الحكومية لنشر الثقافة، وأيضاً المملكة هي التي قامت بأول مؤتمر لاتحاد الناشرين العرب تحت رعاية سامية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله- وكان انطلاقة لإقامة مؤتمر لاتحاد الناشرين العرب كل ثلاث سنوات أسوة باتحاد الناشرين الدوليين بجنيف، وفي نهاية المحاضرة قام الملحق الثقافي ومدير الشؤون الثقافية بتكريم الحمدان.