بيروت - وكالات:
أعلن رئيس الحكومة سعد الحريري أمس السبت بشكل مفاجئ استقالته من منصبه حاملاً على إيران وحزب الله بشكل أساسي. وقال الحريري في خطاب بثته قناة «العربية»: «أعلن استقالتي من رئاسة الحكومة اللبنانية»، واصفاً ما يعيشه لبنان حالياً بما كان سائداً ما قبل اغتيال والده رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، وتحدث عن أجواء «في الخفاء لاستهداف حياتي».
وكان الحريري، الذي ذهب إلى المملكة العربية السعودية الجمعة في زيارة ثانية خلال أيام. وبدأ الحريري خطابه بتصريحات هاجم فيها كلاً من إيران وحزب الله اللبناني حليف طهران البارز في المنطقة. وقال إن إيران «ما تحل في مكان إلا وتزرع فيه الفتن والدمار والخراب، ويشهد على ذلك تدخلاتها في الشؤون الداخلية للبلدان العربية في لبنان وسوريا والعراق واليمن». ووصف الحريري حزب الله، أحد أبرز شركائه في الحكومة، بـ»الذراع الإيراني ليس في لبنان فحسب بل في البلدان العربية».
وأضاف «خلال العقود الماضية استطاع حزب الله للأسف فرض أمر واقع في لبنان بقوة سلاحه التي يزعم أنه سلاح مقاومة، وهو الموجه إلى صدور إخواننا السوريين واليمنيين فضلاً عن اللبنانيين». ووصل الحريري إلى سدة رئاسة الحكومة في تشرين الثاني/نوفمبر 2016 بموجب تسوية سياسية أتت بحليف حزب الله الأبرز ميشال عون إلى سدة رئاسة الجمهورية بعد عامين ونصف العام من الفراغ في رئاسة الجمهورية. وخاض الحريري منذ دخوله معترك السياسة قبل 12 عاماً مواجهات سياسية عدة مع دمشق وحزب الله، لكنه اضطر مراراً إلى التنازل لهذين الخصمين القويين.
وقال الحريري في خطابه «إننا نعيش أجواء شبيهة بالأجواء التي سادت قبيل اغتيال الشهيد رفيق الحريري»، مشيراً إلى أنه لمس «في الخفاء» ما يحاك «لاستهداف حياتي». وقتل رفيق الحريري في تفجير ضخم استهدف موكبه في بيروت في العام 2015، واتهمت المحكمة الدولية المكلفة النظر في اغتياله عناصر من حزب الله بالتورط في العملية.