محمد بن عبدالله آل شملان
لا يمكن أن نمر مرور الكرام على كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله -، التي قام بإلقائها مساء أمس الأول في جامعة موسكو الحكومية للعلاقات الدولية، أثناء تسلّمه شهادة الدكتوراه الفخرية.
فهذه الكلمة مهمة في دلالاتها، وراقية في معانيها، وما تهدف إليه، وقد وُفِق الملك سلمان في توقيت نشر هذه الكلمة، التي لا تعبِّر فقط عن رأيه، وإنما عن ضمير كل مواطن سعودي، وهنا تكمن أهمية هذه الرسالة التي كانت من عاهل هذا الوطن إلى أبناء العالم كله، وعبّرت عما في داخل أبناء العالم لعاهل هذا الوطن ؛ لتؤكد من جديد قوة العلاقة بين مكنونات هذا العالم وتداخلها نفسياً وعاطفياً ومادياً ومعنوياً .
لقد شعر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - بما يكنّه أبناء العالم لهذا الوطن، فقد رأى حجم الإعجاب الحقيقي، وهو يتابع حفل جامعة موسكو الحكومية للعلاقات الدولية في روسيا الاتحادية، أثناء تسلمه شهادة الدكتوراه الفخرية، بحضور وزيرة التعليم والعلوم الروسية أولغا فاسيليفا، ومدير جامعة موسكو الحكومية للعلاقات الدولية البروفيسور آناتولي توركانوف.
الكل معجب بتنمية التعليم والأبحاث العلمية والصحة التي يسير على خطاها هذا الوطن، وهو الإعجاب الذي جعله - أيّده الله - يفخر بأنّ العلم والمعرفة هما الركيزة الأساسية الذي تقوم عليه نهضة الأمم، من خلال تكوين أجيال متعلمة تقود المجتمعات، وتسهم في تعزيز التسامح والتعايش بين الشعوب، والمحافظة على المنجزات الحضارية . مشيداً بالاعتزاز بتراث الأمة العربية والإسلامية التي يشهد التاريخ بإسهاماتها في مسيرة الحضارة الإنسانية في ميادين العلوم المختلفة، ودورها كحلقة وصل رئيسية في العلاقات الدولية بين شعوب وثقافات العالم .
وفي هذا المقام نؤكد نجاح القدوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - رعاه الله -، في أن يغرس في كافة فئات هذا المجتمع الحب والاعتزاز بالوطن، والإسهام في بناء الحضارة الإنسانية ومواجهة التحديات المعاصرة، ونجاحه في تعليم أبناء هذا الوطن الثقة بالنفس بعد التوكل على الله، والاهتمام بالعلم والابتكار، والتطور التقني، وتطوير الكفاءات البشرية، لذا فإنّ مسيرة التنمية في الوطن مطمئنة ومترابطة وقويّة .
وهذا ليس بغريب، على قيادات تعلّمت وتدرّبت في مدرسة الملك عبد العزيز - طيّب الله ثراه -، الذي علّم أبناء الوطن مبادئ الولاء ورسّخ في نفوس الجميع روح التضحية من أجل الوطن، وعلّمنا أنّ العمل للوطن واجب على الجميع ومسؤولية يتحمّلها الحاكم والمحكوم، وما جعل هذه المبادئ ذات قيمة عالية هو أنها وجدتْ من يحافظ عليها ويطبقها بكل إصرار وإخلاص .
ففي هذا الوطن رأينا القيادة الرشيدة حاضرة، ووسط الإنسان موجودة .. جودة في التعليم، وصقل للمواهب، وتكوين للقيادات، وتكثيف في التعامل مع تكنولوجيا المعلومات. حضور فعليّ لكل عنصر منها، وحقيقي وليس مجرد تسجيل حضور، ومشروعه «رؤية السعودية 2030»، تؤكد أنّ التنمية ستبلغ مراحل التقدم الأفضل والأعلى، وسيتبوأ مكانة متقدمة على طريق التنمية المستدامة والنمو الشامل - بإذن الله -.