«الجزيرة» - سعد العجيبان:
في خطوة وصفها العديد من المراقبين والمحللين السياسيين بالخطوة «الجبارة» لإنقاذ قطر، دعا الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني إلى اجتماع أخوي وعائلي ووطني لبحث لحل الأزمة القطرية، ولإعادة الأمور إلى نصابها ولتقوية اللُحمة الخليجية، بعد أن بلغت الأزمة حد التحريض المباشر على دول الخليج العربي.
وقال الشيخ عبدالله آل ثاني في تغريدة على حسابه في «تويتر»: إلى أهلي من أبناء الأسرة والأعيان ورجال الأعمال وكافة أبناء الشعب القطري دعوة للاجتماع لنكون رسلاً للحكمة والسلام ودعاة لتأليف القلوب.
وفيما يلي نص البيان المتضمن للدعوة:
إخواني وأبنائي في قطر الحبيبة
الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
اللهم اجعلنا ممن تريهم الحق حقاً وترزقهم اتباعه، وتريهم الباطل باطلاً وترزقهم اجتنابه، واجعلنا مفاتيح للخير مغاليق للشر.
أتألم كثيراً وأنا أرى الوضع يمضي إلى الأسوأ، بلغ حد التحريض المباشر على استقرار الخليج العربي، والتدخل في شؤون الآخرين، ويدفع بنا إلى مصير لا نريد الوصول إليه كما هو حال دول دخلت في نفق المغامرة، وانتهت إلى الفوضى والخراب والشتات وضياع المقدرات لا قدر الله.
نظراً لما آلت إليه الأوضاع، أدعو الحكماء والعقلاء من أبناء الأسرة الكرام، وأعيان الشعب القطري إلى اجتماع أخوي وعائلي ووطني، نتباحث فيه حول كل ما يخص الأزمة، وما نستطيع عمله لنعيد الأمور إلى نصابها ولتقوية اللُحمة الخليجية.
إخواني
لا أفعل هذا ادعاءً أو استعراضاً، لكنني متفائل حين رأيت ما تيسّر لي بفضله تعالى، من خدمة أهلي وتسهيل أمورهم، ووجدت الأبواب مُشرعة، وفي المرتين اللتين شرُفت فيهما بلقاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وجدتُ حرصه الشديد على سلامة قطر وأهلها، كما أن واجبنا ومسؤوليتنا عدم الصمت والسكون في هذه الأزمة.
أرجو تفضلكم بالتواصل معي بكل خصوصية عبر البريد الإلكتروني:
Abdullah@aaalthani.org على أن نحدد مكان وموعد الاجتماع لاحقاً، وفقنا الله لخدمة بلدنا وحفظ لُحمتنا الخليجية. والله الموفق
اللهم هل بلّغت، اللهم فاشهد.
الصمت خذلان لوطننا
وفي لقاء مع قناة «العربية» قال الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني: الحمدلله الذي يسر لي أن أكون نافعاً لأهلي وبلدي، وتسهيل أمورهم بفضل الله ثم بفضل استجابة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وفي ظل الأوضاع وما آلت إليه من ترد، رأيت أن الصمت خذلان لوطننا وأهلنا، وأن دورنا اليوم هو أن نكون سنداً وعوناً لكل خير لبلادنا، نعمل مع رجال قطر المخلصين لنقوم بدورنا ومسؤوليتنا في هذه الأزمة، سنبحث عن الحل بكل السبل الممكنة، ونحن واثقون ان قادة الدول الشقيقة لن يتأخروا في الوقوف معنا.
تجاوب
وحول التفاعل قال آل ثاني إن التجاوب خلال الفترة الماضية كان كبيراً، ووجدت منهم الحرص والجدية والرغبة في حل الأزمة وتجنيب بلادنا العزلة والضرر وتقوية اللحمة الخليجية، وإن شاء الله تكون الأمور كلها خيرا، وننعم بالأمن والطمأنينة.
ترحيب
وفيما يتعلق بالتواصل مع أسماء من الأسرة الحاكمة في قطر، أوضح الشيخ عبدالله آل ثاني أن التواصل دائم، والتجاوب جيد، مشيراً إلى أنه لمس منهم الحرص على حل الأزمة بأسرع وقت، لنبعد بلادنا وأشقاءنا في دول الخليج عن المخاطر.
وتابع: تلقيت استجابة، بحكم تواصلي مع بعض أفراد الأسرة وبعض أعيان المجتمع القطري، والعديد منهم رحب بهذا الأمر، ويطالبون به بشدة، ولكن لا يريدون إعلان أسمائهم الآن، عدا الشيخ مبارك بن خليفة بن سعود بن ثاني آل ثاني الذي رحب بشدة ووافق على إعلان اسمه.
المعارضة
من جهته، أكد المتحدث باسم المعارضة القطرية خالد الهيل أن بيان الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني يسعى إلى توحيد الصفوف في قطر التي تواجه أزمة بسبب تعنت النظام.
وقال الهيل في تغريدة على حسابه في «تويتر»: يا أهل قطر سمو الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني يسعى إلى توحيد الصفوف، ففشل نظام الحمدين في الالتزام بتعهداتهم يلزمنا بالتوحد من أجل الوطن.
صفقة عبر جثة ضابط إسرائيلي
وفي شأن متصل، أفاد تقرير نشرته مجلة « فوربس» أن أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، سيسعى خلال تواجده في نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، سيسعى إلى عقد اجتماعات مع قادة المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة، من أجل في صفقة يهدف من خلالها للحصول على تأييدهم في أزمة المقاطعة التي يعانيها مع دول «الرباعية العربية»، وذلك مقابل تسليم جثة ضابط إسرائيلي قتلته حركة حماس عام 2014م.
وأورد التقرير أن قادة يهود أمريكيين أكدوا أن قطر تستخدم جثة الملازم الإسرائيلي «هدار غولدن» بعد 3 سنوات من مقتله، ورقة مساومة للتواصل مع جماعات اليهود الأمريكيين.
واعترفت حركة حماس بقتل الملازم في الجيش الإسرائيلي الذي تسلل إلى أحد الأنفاق في قطاع غزة عام 2014 م، وعادة تحتفظ الحركة بجثث العسكريين الإسرائيليين لمبادلتها مقابل أسراها.
وجاء في التقرير أن بعض قادة اليهود الأمريكيين تلقوا رسالة ضمنية بأن اجتماعهم مع أمير قطر قد يسفر عن استرجاع جثة غولدن، وكذلك الكشف عن مصير جندي إسرائيلي آخر مفقود.
يأس
وأوضح التقرير أن محاولة عقد اجتماع شخصي بين أمير قطر وقادة بعض الجماعات اليهودية الأمريكية، يُظهر مدى يأس الدوحة حالياً، مشيراً إلى أن أمير قطر يلتقي عادة رؤساء الدول والحكومات، ويعتبر أن الآخرين أدنى مرتبة، ولذلك فإن اجتماعه مع قادة جماعات ومنظمات سيعد نزولاً من «صهوة» جواده - على حد نص التقرير -.
نجاح الضغط الدبلوماسي والاقتصادي
وأكد التقرير أن الضغط الدبلوماسي والاقتصادي على قطر نجح، بعد أن قطعت دول «الرباعية العربية» مع قطر، وسحبت السفراء وأغلقت الموانئ والمطارات وعملت على عزل النظام القطري إلى أن يلتزم بالامتناع عن دعم وتمويل الإرهاب.
وفي الوقت نفسه، خرجت المعارضة الديمقراطية القطرية من الاختباء واستضافت مؤتمرا في لندن هذا الأسبوع، طارحة الدعوة إلى تغيير النظام.
وباختصار، فإن قطر تحاول إنقاذ نفسها ولا تجد لديها سوى جثة الضابط الإسرائيلي للمساومة بها.