سليمان الجعيلان
سبعة أيام عصيبة وعسيرة ما بين مباراة الإحساس بالألم ومباراة تحقيق الأمل عاشها الوسط الرياضي والجمهور السعودي، كان التفكير فيها والحديث عنها يتمحور حول الأمنية بوصول منتخبنا السعودي لمونديال روسيا للمرة الخامسة في تاريخه، وكذلك يدور حول الحسرة على ضياع الفرصة والخوف من استمرار غياب المنتخب السعودي عن الحضور في المحفل الإعلامي أربع سنوات قادمة، ولاسيما أن مباراة الحسم ستكون أمام منافس وخصم قوي وشرس وهو منتخب اليابان الذي تحدثت عنه لغة الأرقام بأن منتخبنا السعودي لم ينتصر عليه في الـ 10 سنوات الماضية!!.. وأمام هذه المعطيات والانطباعات والتطلعات استحضر الجميع المسئولية عن أهمية حضور وتواجد اسم ومنتخب المملكة العربية السعودية مع 32 دولة ومنتخب في نهائيات كأس العالم بروسيا 2018، فقام جميع المسئولين والإداريين واللاعبين بل وأكثر السعوديين بدورهم على أكمل وجه يتقدمهم أمير المرحلة وقائد الرحلة إلى موسكو سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي تصدر المشهد بدعمه المادي ودوره المعنوي في التواجد في المدرج لمساندة الأخضر السعودي، الذي استطاع نجومه وأبطاله أن يتفاعلوا مع هذه المواقف ويبددوا تلك المخاوف ويتغلبوا على كل المصاعب وينتزعوا بطاقة التأهل إلى مونديال روسيا وينشروا السعادة والفرحة في الوسط الرياضي وبين الجمهور السعودي الذي يستحق تهنئة خاصة لدوره الرئيسي في تحفيز ودعم لاعبي منتخبنا السعودي طوال مباريات التصفيات النهائية في ملعب الجوهرة المشعة بكل مسئولية ووطنية وبعيداً عن فرز ألوان الأندية!!.
وفي السياق ذاته لا يمكن تجاهل أو غض الطرف عن الدور الكبير الذي لعبه رئيس الاتحاد السعودي المهندس عادل عزت وفريق العمل معه في تهيئة لاعبي منتخبنا السعودي معنوياً ونفسياً، خاصة بعد الخسارة من منتخب الإمارات وتسرب التشاؤم عند البعض الإعلاميين والمشجعين، ولكن استطاع عادل عزت ومعاونوه أن يحولها إلى إصرار وتحدٍّ لدى اللاعبين لدخول وخوض المباراة الحاسمة والفاصلة أمام أقوى منتخب آسيوي ومتصدر المجموعة الحديدية في التصفيات الآسيوية ألا وهو المنتخب الياباني الذي تعطلت أنظمته المتطورة فنياً وتقنياته الحديثة كروياً أمام الروح والقتالية السعودية والرغبة الجامحة للاعبي المنتخب السعودي في الوصول للعالمية للمرة الخامسة بقيادة المدرب الداهية مارفيك وما أدراك ما مارفيك، فهذا الرجل الفني من الطراز العالي كما أقلقنا وانتقدنا مراراً وتكراراً بعض قناعاته الغريبة، إلا انه للأمانة والإنصاف في النهاية أفرحنا كثيراً بقراءته الجيدة وقراراته الجزئية خاصة في المباراة الأخيرة بإشراك الفهد السعودي فهد المولد مبكراً من وقت المباراة كان له الأثر القوي والتأثير الفني على مجريات وتفاصيل المباراة، وتحديداً في النواحي الهجومية والمرتدات السريعة لمنتخبنا والتي كانت متعطلة في الشوط الأول!!.. وبالمناسبة وبما أن الحديث عن مدرب المنتخب السعودي السيد مارفيك لابد أن نقول شكراً بحجم السماء لرئيس الهيئة العامة للرياضة الأمير عبد الله بن مساعد على اهتمامه ودعمه لملف التعاقد مع مدرب كبير وعظيم مثل الهولندي مارفيك، وكذلك شكراً جزيلاً لرئيس الاتحاد السعودي الأستاذ أحمد عيد على توقيعه عقد المدرب مارفيك، وأخيراً شكراً لاتحاد عادل عزت على محافظته على هذا المكتسب والمكسب الفني ألا وهو السيد مارفيك والذي نتج عنه وصول منتخب المملكة العربية السعودية إلى نهائيات كأس العالم بروسيا 2018 بعد قصة قصيرة دارت أحداثها العجيبة وفصولها المثيرة في أسبوع، لكن كانت نهايتها سعيدة أكدت وأثبتت حقيقة واحدة وهي أهمية وضرورة تكاتف الجميع خلف المنتخب السعودي، وربما هذه الحقيقة تزعج المتأزمين والمحتقنين الذين في حالة إخفاق المنتخب يسمونه (منتخب الهلال) وفي حالة الانتصار والتأهل يصبح منتخب الوطن!!.
نقاط سريعة
** أحداث التاريخ ولغة الأرقام أكدت أن هناك ارتباطا وثيقا وقديما بين إنجازات المنتخب السعودي وبطولات الهلال، فالهلال كلما حقق بطولة الدوري تأهل المنتخب السعودي لنهائيات كأس العالم، وهذا ما حدث وتحقق بالضبط في مواسم 1998 و2002 و2005 وأخيرا في هذا العام 2017، وكل ما أرجوه وأتمناه أن هذه المعلومة التاريخية وهذه الأرقام الموثقة لا تزعج المحتقنين والمتأزمين!!.
** الجزئية التي كان يخشى منها كثير من النقاد والجماهير في الجولتين الأخيرتين في مشوار منتخبنا نحو التأهل لمونديال هي أن تؤثر عدم مشاركة الحارس الأساسي للمنتخب ياسر المسيليم في أي مباراة رسمية في الجولات الماضية مع فريقه الأهلي على جاهزية اللاعب وبالتالي قد يتضرر المنتخب، ولكن يحسب للسيد مارفيك انه قضى على هذا التخوف باعتماده على الحارس الجاهز عبد الله المعيوف الذي كان أسداً في مرماه، وقاد منتخب بلاده لنهائيات كأس العالم 2018.
** الهدوء وعدم الاستعجال وعدم الاندفاع غير المنضبط والذي طبقه ونفذه مدرب منتخبنا السيد مارفيك أمام اليابان هو أفضل طريقة يفترض أن يتعامل بها ويستخدمها مدرب فريق الهلال السيد رامون دياز في مباراة فريقه أمام العين الإماراتي يوم غد الاثنين، خاصة أن فريق الهلال يحتاج إلى الفوز بأي نتيجة حتى لو كانت واحد صفر!!.
** صحيح سوف يعاني فريق الهلال من الغيابات والإيقافات في مباراته أمام العين ولكن ربما هذه الغيابات تكون فرصة مواتية للسيد رامون دياز لاكتشاف أسماء جديدة جادة في لعبها ومفيدة فنياً في حال مشاركتها!!.
** اضطرار مدرب فريق الهلال إلى تغير خطته وتكتيكه في مباراة الذهاب أمام العين الإماراتي يؤكد مدى أهمية تواجد المحترف الأوروغواياني ميليسي في الهلال وتأثيره الفني على أداء الفريق، وعودته في مباراة الإياب بالتأكيد ستشكل قوة داعمة للفريق هجومياً ودفاعياً.