محمد بن علي الشهري
قد يستكثر علينا بعض (المتنطّعين) من خارج الوسط الرياضي فرحتنا - كشعب - وبالتالي الثناء على (الله سبحانه وتعالى) كما في العنوان أعلاه على أن مكّن منتخبنا من التأهل وبلوغ مونديال روسيا ضمن صفوة منتخبات العالم، بزعمهم أن المسألة مجرد (كورة) فحسب، متجاهلين أن السواد الأعظم من الشباب وغير الشباب تستهويهم الرياضة، سواء من خلال الممارسة، أو من خلال المتابعة والتشجيع، هذا فضلاً عن أن الرياضة بصفة عامة، وكرة القدم بصفة خاصة قد أضحت تشكل قيمة قومية ووطنية لا تقل شأناً عن باقي المقومات الأخرى؟
على أن الأسوأ منهم، وبمراحل، هم أولئك (المتمطّعون) داخل وسطنا الرياضي عامة، والإعلامي خاصة.. مع ملاحظة أن (التمطّع) الذي يعني «قِلّة الحياء» غير (التنطّع) الذي يعني التزمّت والغلو، وهؤلاء هم من تنطبق عليهم مقولة (لا خيرهم ولا كفاية شرهم) وذلك بالنظر لكونهم من المحسوبين على الوسط الرياضي والإعلامي، وبالتالي فإن ما يطرحونه سواء عبر وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي إن سلباً أو إيجاباً، إنما يصب في قناة رياضة الوطن ومريديها؟!.
ذلك أنه لكي يبرروا لأنفسهم ممارسة عادتهم القبيحة القديمة في محاربة منتخب الوطن بأي شكل، وبث روح (التخذيل) في نفوس اللاعبين والجماهير، وتلويث الأجواء، استحدثوا مصطلح (منتخب الهلال) في دعوة أقل ما يمكن أن توصف به هو أنها (الوقاحة) بعينها، إلى درجة أنهم تسابقوا عبر حساباتهم في تويتر للمراهنة على فشل مهمة الأخضر، وكأن الهلال أحد الفرق الموزمبيقية؟!
ورغم أنه لا جدال في كوني أنا وكل الأسوياء نرفض هذا المصطلح جملة وتفصيلاً، باعتباره من قبيل الاستهتار، ولكن نزولاً عند منطقهم ورغباتهم وتوجهاتهم المُعلنة نقول: شكراً للهلال الذي أعاد البسمة المفقودة إلى الشفاة، والأمور المستعصية إلى نصابها، ولا عزاء لهم.
نعم: كانوا يتمنون سقوط (منتخب الوطن)، وكانوا يحضّرون لإقامة حفلات (لطم) على أوسع نطاق نكاية بالهلال من ناحية، وانتصاراً لمواقفهم المخزية تجاه منتخب وطنهم من ناحية أخرى، ولكن الله خيب مساعيهم وآمالهم، وضاعف من حجم بؤسهم الذي عبّر عنه بعضهم بشكل أو بآخر من خلال طروحاتهم عقب النجاح المشرف للأخضر، إذ يتضح مدى الألم الذي يعتصر قلوبهم ومشاعرهم حسرة لما تحقق، سواء من خلال المسارعة إلى حذف (تقيؤاتهم) التويترية، أو من خلال (شخاميطهم) على الورق.
لك المجد.. كل المجد والسؤدد يا وطني.
المعنى
خابت ظنون أهل النفوس الرديّة
ولا خابت ظنون الوطن في عياله