سعد الدوسري
كل المعنيين بنشر الثقافة السعودية، يعرفون بأن كتّاب الحداثة، كانوا منذ بداية الثمانينات، يرتحلون من مهرجان إلى مهرجان، على حسابهم الشخصي، لإيصال الصوت الإبداعي السعودي، للعالم أجمع. وكان السؤال الذي يواجههم دوماً وأبداً:
- معقول؟! هل هناك سعوديون مبدعون؟!
وبعد هذا السؤال الفوقي «المحبط»، وبعد «التكفير» الذي كان الجميع يفتخرون بأن يلصقونه بهم، صاروا سفراء للثقافة والإبداع، وواصل بعدَهم جيشٌ من المبدعين والمبدعات، الذين هم امتدادٌ لامتدادهم مع روادهم.
اليوم، لدينا المؤلف الموسيقي، والسينمائي، والكاتبة الصحفية، والمهندس البترولي، والمحللة في سوق الأسهم، والبرلمانية بمجلس الشورى، ومتسلقة جبال الهملايا، والكفيف مؤسس الإذاعة، وطفل متلازمة داون الحائز على جائزة عالمية في السباحة. لدينا كل ما يؤهلنا لنقول للعالم، بأننا مميزون، لكن مؤسساتنا الإعلامية الرسمية، كانت نائمة في العسل.
اليوم، ولي عهدنا شاب،
ووزير إعلامنا شاب،
ومبدعاتنا ومبدعونا شباب.
اليوم، لدينا رؤية يجب أن ينهض بها من هو مدرك وواعي، من أين أتت، وإلى أين ستقود؟! لن نلتفت للسلبيات، وسنحدق فقط في الإيجابيات التي ستصنعنا كوطن جديد، يؤسس اسمه الجديد.
صيف روسيا القادم سيكون للشباب، لكأس الشباب. ستكونُ فعاليةً أبطالُها الشباب، فهل سنتركه يمرُّ فقط بمبدعينا في مجال كرة القدم؟ لِمَ لا يسافر كلُ مبدعينا لروسيا، لنجيب على السؤال العالمي الأزلي الفوقي والمحبط:
- معقول؟! هل هناك سعوديون مبدعون؟!