فهد بن جليد
اليوم يبدأ الأسبوع التحضيري إن جاز لنا التعبير في المدارس - بعودة المُعلمين - واستقبال المُعينين الجُدد منهم , تمهيداً لاستقبال الطلاب مع بداية العام الدراسي الجديد يوم الأحد المُقبل وعودتهم إلى مقاعد الدراسة , الأسبوع الماضي كتبت مقالاً عن أن المُعلمين ثروة وطنية مُهدرة , ولا أريد العودة إلى ما كتبت خصوصاً أن الأستاذ قينان الغامدي ومعه آخرون , دخلوا على خط تطوير المُعلم , وأخذ الموضوع منحنى ومُنعطفاً غير الذي كتبت عنه .
هنا نتحدث عن هذا الأسبوع الميت , وما الذي سيحدث فيه بدءاً من صباح اليوم , وهل سيكون أسبوعاً لتمضية الوقت , والتحلُّق حول صحون الفول والكبدة , لسويعات قبل المُغادرة المُبكرة , أم أنَّه سيكون أسبوعاً حافلاً بالتحضير الجاد , وورش العمل من أجل الاستعداد المُبكر لمقدم الطلاب الأحد المُقبل .
التجربة السابقة تقول إن هذا الأسبوع بمثابة ( التشغيل التجريبي ) للمُعلمين بعد تعطل دام طوال المواسم الدينية ( رمضان , الحج ) , وعليه لا يجب أن نذهب بعيداً بتوقعاتنا , فالبيئة التعليمية مُتكررة ومُتشابهة في كل سنة دراسية , خصوصاً أنَّ الأسبوع المُقبل لن يختلف كثيراً على المُستجدين والعائدين للدراسة .
يؤلمني كثيراً المُقارنة بين إهدار مدارسنا لهذا الأسبوع في توزيع الكُتب , واعتباره إنجازاً للمُعلمين بينما هو أمر روتيني بسيط , وبين ما نقرأه عن دورات ومحاضرات تثقيفية وورش عمل تُعقد في الدول القريبة والمُجاورة في هذا الأسبوع - الذي يسبق بدأ الدراسة - الهدف منها ( تهيئة المُعلمين ) لاستقبال الطلاب المُستجدين في الصفوف الدُنيا , والتعريف بالحالة النفسية التي يشعر بها الطفل في أول انفصال جدي عن المنزل والأم , وما هي الخطوات النفسية والعلمية والتربوية الصحيحة التي يُنتظر من المُعلم والمُعلمة القيام بها للتعامل معه بالشكل الصحيح .
تخيل أن العديد من وزارات التعليم في بعض الدول من حولنا , تلزم سائقي الحافلات المدرسية في هذا الأسبوع بحضور دورات ومُحاضرات تقيمها إدارات المرور لتوعية هؤلاء الذين تقع على عاتقهم مسؤولية المُحافظة على سلامة الطلبة أثناء عملية نقلهم من وإلى المدرسة , بينما نحن سنسلم أبناءنا إلى سائقي حافلات لم يتعرف معظمهم على اشتراطات ومعايير السلامة في النقل المدرسي والتعامل مع عشرات الطلاب يومياً .
لا يجب اعتبار توزيع الكُتب والجداول المدرسية انجازاً لمُدرسينا ومدارسنا في هذا الأسبوع , كأقصى طموحاتنا , فهناك أمور أهم يجب الالتفات لها في هذا الأسبوع .
وعلى دروب الخير نلتقي.