علي الصراف
الافتراض القائل بأن الشيخ يوسف القرضاوي هو رئيس المحفل الدولي للإخوان قد لا يكون صحيحًا. الرئيس هو «الأستاذ» الذي علمهم الخيانة والسحر.
من ناحية لأنه يمتلك الطبيعة الإجرامية التي تتيح له أن يتلذذ بأعمال القتل والاغتيالات. فإذا ما بدا أنه يُصافحك ويعقد معك اجتماع قمة، فإن ذلك لا يمنع من أن يتبادل الخطط لاغتيالك مع أخس الأصدقاء. حتى إنه لا يمانع في أن يبيعهم هم أنفسهم أيضًا إذا ما انقلبت بهم الأحوال.
إنه يفعل ذلك من دون أسف. ولا تردد.
ولئن بدا المافياوي مبتذلاً بطبيعته، فإنه مترفع أيضًا. يتكابر، ويقوم بضبط أناقته، ولو بعد لحظة من قيامه بغسل يديه من أقذر الأعمال.
ثم إنه هادئ تمامًا. وأعصابه باردة جدًا. ويستهبل لكي يبدو بريئًا. (والاستهبال، ببرود أعصاب، موهبة قائمة بذاتها).
ومن ناحية ثانية، فإنه يمتلك المال. الكثير منه، إلى درجة أنه لا يعرف ماذا يفعل به. وبما أنه يرعى مشروعًا للاستاذية على العالم (حسب المفهوم الماسوني)، فإنه مستعد لكي يُنفق عليه بما لا حدود له ولا حصر. ولهذا السبب تراه يدعم تنظيمه «الإخوان المسلمين» (والمسلمون منهم براء)، من أجل أن يتحول بفضلهم إلى «أستاذ العالم»، اللقب الأرفع لدى الجماعات الماسونية التي يبدو أنه يتصدر فرعها في المنطقة.
وهو ينطوي على نزعة شريرة تسعى إلى تدمير كل شيء، حتى ولو أدت إلى سفك دماء الملايين من البشر. تلك هي لذة السلطة الأعلى في إدارة عصابات الجريمة والإرهاب. وهي لذة تبررها له بعض مراكز الأبحاث التي أقنعته، بأن الديمقراطية (كما في العراق) لا تتحقق إلا بعد قتل مليوني إِنسان، وتشريد خمسة ملايين، وصنع جيل من الأميين والأيتام، الذين (عندما يكبرون) يتحولون إلى وحوش تأكل بعضها بعضًا.
وهو يمتلك التبريرات «الأخلاقية» لكل شيء. وهو لن يفتقر إلى بعضها حتى عندما يقوم بقتل أخيه.
انظر في أفلام المافيا، التي علمته الكثير، وسترى كيف يمكن للأب الأعلى، أن يخنق أخاه، وهو يبكي عليه ويقبله من فمه بعد موته! فإذا ما واجه نظرات استغراب، فإنه يجيب عليها بالقول، مثلا، إن أخاه «لم يكن يحترم «القيم العائلية».
ولذلك، لا تستغرب إذا ما حرك أبواق الغربان، لكي تتحدث عن «حرية التعبير» و»مواجهة الدكتاتوريات» بينما هو يرسل المال والسلاح لمن يعملون على ارتكاب أشنع الجرائم بحق أشقائه الآخرين.
هذا الميل يغري الكثير من الغربان لكي تنعق بما تعتقد أنه «حق». وبطبيعة الحال، فإنه لا يحق لهذه الغربان أن تسأل ما هو التوظيف الحقيقي لذلك «الحق» المزيف، وما إذا كانت يدفع إلى الخراب، في الواقع، بدلاً من العمران.
وهو من ناحية ثالثة، ينظر إلى نفسه وكأنه «قادر على كل شيء». يتحكم في الخفاء، ويترك خلفه بعض الدمى لكي تتحمل جريرة أفعاله.
المافياويون الكبار لا يظهرون في الصورة عادة. حتى إنك لا تستطيع أن توجه لهم أصابع الاتهام.
وهو يمتلك قاعدة انطلاق، تحميها عدة قواعد، تراقب إحداهما الأخرى. إنها قاعدة أمانه الخاص، التي لا يقربها أحد. ولا حتى الغربان، التي يتعين أن تقتحم منازل الآخرين وتترك منزله المتهرئ يترع بـ»قيم» المافيا المحيطة به.
ولديه الكثير من أصدقاء الخفاء الذين يهبون لنجدته، ليس لأن دولهم لا تتضرر بما قد يفعله، بل لأنه أكثر من بوسعه أن يقدم الدعم لحملاتهم الانتخابية، وأكثر من يستطيع أن يمول رفاهيتهم الخاصة، عن طريق سلسلة الشركات والفنادق التي يتحكم بأمرها هنا أو هناك أو هنالك.
إنه «الأستاذ»، والقرضاوي هو الذي أغراه بقبول المنصب والدور. فهذا الشيخ «الضليع»، كان يعرف ما لدى صاحبه من مواهب في الغدر والخيانة. فأتاح له كل ما أراد من شياطين وإرهابيين وأبواق لا تني تتحدث عن «حرية التعبير» و»مواجهة الدكتاتوريات»، بينما يقوم هو بعدّ الجثث والتفجيرات.