رقية سليمان الهويريني
تعاني وزارة التعليم من حملات شرسة خصوصاً بعد إقرار ساعة النشاط وسبقها الموافقة على رياضة الطالبات، ومقابلة المجتمع لهما بالرفض، يضاف عليهما تذمر المعلمين من مهام مهنتهم النبيلة ومطالباتهم الدائمة بالرحمة والعطف وتحسين رواتبهم مقابل عطائهم!
ولا ريب أنّ المعلم «المخلص» يستحق التقدير والوفاء لأنه يسهم في بناء الأجيال ويعلمهم إجادة وإتقان القراءة والكتابة ويصقل مهاراتهم. بالرغم من أنني كنت أتمنى أن يسمح للمعلمين بمنح طلبتهم قدراً من الحرية في إبداء آرائهم، وتعليمهم القدرة على الاستنباط من خلال تدريبهم على الحوار البناء والمنطق والتأويل، بدلاً من تعويدهم على الحفظ والتلقين والحشو!
وضعف مخرجات التعليم قضية عربية في جغرافيتها، محلية في تاريخها! حيث إن سياسة التعليم لم تتغير منذ إنشاء وزارة المعارف وحتى اليوم، وهو أمر متفق عليه سواء على المستوى الأسري أو الاجتماعي! فمن يعتمد على المدارس التقليدية في تحصيل أبنائه الدراسي لا يجد ما يسره في النهاية، ولكن من يجعل المدرسة سبيلاً لنيل الشهادة؛ وفي الوقت ذاته يلتفت لأبنائه تعليماً وتثقيفاً وتوعيةً ونقاشاً وحواراً يحظى بأبناء نجباء غالباً! أما فيما يتعلق بالمجتمع فإن تعظيم أفراد المجتمع لبعض الرموز الدينية والمشاهير والتبعية للفكر الأحادي أو الإقصائي أمام القضايا المختلَف عليها؛ تؤكد أن التعليم لدينا فشل في تعليم المنطق ومهارة التحليل والتفسير، بدليل انضمام بعض الشباب لتنظيمات مشبوهة وانجرافهم خلف الأوهام!
ورغم ثقتي برغبة وزير التعليم بالتغيير وتحسين البيئة التعليمية؛ إلا أن اعتماده على الحرس القديم، ومجاملته لبعض العادات الاجتماعية يبطئ في التغيير المنشود! ولا نتجاهل شجاعته بإطالة مدة اليوم الدراسي وإحداث ساعة النشاط، وإقرار الرياضة للطالبات التي تحسب في ميزان جهوده، مما يجعلنا نطمح لإقرار تدريس المنطق، والتدريب على المهارات الاجتماعية وتأصيل المواطنة الحقيقية، وهو ما سيجعل أبناءنا على مقدرة عالية في النقاش والحوار والحجة والتعامل الراقي مع الآخر، وهو ما سيصنع الفرق في تعليم المستقبل.