أستانا - «الجزيرة»:
بدعوة رسميّة من رئيس وزراء جمهورية كازاخستان، شارك مدير عام صندق أوبك للتّنمية الدّولية «أوفيد» سليمان جاسر الحربش، على رأس وفد عالي المستوى في «منتدى طاقة المستقبل» ضمن فعاليات المعرض الدّولي «إكسبو 2017» الذي تستضيفه العاصمة أستانا ما بين 10 يونيو - 10 سبتمبر تحت شعار طاقة المستقبل، ويجمع ممثلي الحكومات والوكالات الدولية ونخبة من العلماء الأكاديميين البارزين والمنظمات غير الحكومية وأصحاب الرؤى والقادة المبتكرون في مجال الصناعة والهندسة وغيرهم من الجهات الفاعلة الرئيسة وأصحاب المصلحة في قطاع الطاقة لتعزيز النّقاش العالمي وتبادل الآراء بشأن حاضر ومستقبل الطاقة المستدامة والتنمية وضمان توفير الطاقة للجميع مع الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
وقد استهل الحربش كلمته للمنتدى في يوم أوفيد الرسمي مشيداً بـ«المعرض الذي يحمل شعار «طاقة المستقبل» إذ يعكس واحدة من أهم الأولويات العالمية اليوم التي تتمثل في ضمان حصول الجميع على الطاقة، مؤكداً على «أنها جوهر خطة التنمية المستدامة لعام 2030 وأهداف التنمية المستدامة السبعة عشر».
وأضاف «أن هذا المعرض يعد إسهاماً قيماً جديداً في الحوار العالمي العاجل حول الطاقة، وأعرب عن قناعته بأن مثل هذه الفعاليات مجدية للغاية إذ تشكل منصة لتحفيز الإبداع والابتكار والتعاون وتبادل الآراء على الصعيد العالمي وتسليط الضوء على تحديات الطاقة والفرص السائدة في القرن الحادي والعشرين، الأمر الذي من شأنه أن يساعد على تعزيز الجهود الرامية لإيجاد الحلول الناجعة، التي يقف أوفيد وشركاؤه المعنيون على أهبة الاستعداد لتمويلها تلبية للطلب العالمي المتزايد على الطّاقة المستدامة.
ودعا الوفود إلى جناح أوفيد، الذي يستضيف مائدة مستديرة لفريق من الخبراء لمناقشة مستقبل الطاقة للجميع، مشيراً إلى «أن الحصول على الطاقة أمر ضروري للنمو الاقتصادي والعمالة والتعليم والصحة والسلامة والحد من الفقر». وأوضح أن «أوفيد قد اتخذ الطاقة محوراً لأنشطته منذ عام 2007 تنفيذاً للتوصيات الصادرة عن بيان قمة أوبك الثالثة المعروف بإعلان الرياض، الذي نص على ضرورة مُواءَمة مؤسسات الإعانة في الدول الأعضاء لبرامجها من أجل القضاء على الفقر في مجال الطاقة وتحقيق التّنمية المستدامة في البلدان النّامية، لا سيما الشّعوب الإفريقية التي لا يؤدي نقص مصادر الطّاقة لديها إلى إعاقة العملية الإنمائية الاقتصادية والاجتماعية فحسب بل يحرمهم أيضاً من التمتع بحياة صحية آمنة. ومنذ ذلك الحين، كثّفنا مبادراتنا للتّخفيف من وطأة الفقر في مجال الطاقة».
وأشاد الحربش بدور المملكة إذ إن الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز -طيب الله ثراه- قد أسهم في بلورة توصيات قمة أوبك الثالثة وإعادة صياغتها عام 2008 في مؤتمر جدة للطاقة بإطلاق مبادرته «الطاقة من أجل الفقراء» سعياً إلى تحقيق الاستدامة والاستقرار في مجال الطاقة وتحقيق التقدم المنشود، والتي اتخذها أوفيد ركيزة أساسية لخطة عمله على أرض الواقع.
واستطرد المدير العام مشيداً بجهود أوفيد التي تُوجت بإعلان مجلسه الوزاري الصادر عام 2012 حول «الفقر في مجال الطاقة» الذي تأسست عليه استراتيجية العمل الجديدة، حيث تعهد بتقديم مليار دولار أمريكي لدعم مبادرة أوفيد «الطاقة من أجل الفقراء». وبعد عام واحد من إعلاني لهذا التعهد في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالتنمية المستدامة (ريو +20)، أصدر المجلس قراره بتحويل هذه التعهد إلى التزام متجدد».
وفي ختام كلمته، أثنى الحربش على حكومة كازاخستان لالتزامها وتعاونها المستمر مع منظمة أوبك من أجل تحقيق الاستقرار في سوق النفط العالمي، وعبر عن امتنانه وشكره على دعوتها واستضافتها للمعرض قائلاً: إن أوفيد يتطلع إلى العمل بشكل وثيق مع كازاخستان في المستقبل بغية دعم التنمية المستدامة في آسيا الوسطى».
وأجرى مدير عام أوفيد والوفد المرافق خلال الزيارة محادثات مهمة مع وزراء حكومة كازاخستان وكبار مسؤولي الدولة ومن بينهم السيد آيدار أفريخانوف، نائب رئيس مجلس إدارة بيتيريك؛ والسيد إيرلان خيروف، نائب وزير الاستثمار والتنمية، ركزت على بحث آفاق التعاون المستقبلي وتنمية القطاع الخاص بما يتماشى مع الأولويات الإنمائية في كازاخستان.
وقد اجتذب المعرض الذي يناقش التحديات العالمية المتعلقة بالطاقة 136 دولة من جميع أنحاء العالم بما في ذلك الدول الأعضاء في أوفيد ومنها المملكة والجزائر وغابون وإيران وقطر وفنزويلا والإمارات العربية المتحدة، فضلاً عن مشاركة 15 منظمة دولية متخصصة وع لى رأسها منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك)، ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، ومنظمة الطاقة المستدامة للجميع، والمجلس العالمي للبترول، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو)، ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (يونيدو) وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
وتضمن جناح أوفيد ركنا للتعريف برؤية ورسالة وأهداف المؤسسة طوال مدة المعرض ما بين 10 يونيه و10 سبتمبر يضم عروضاً ومجموعة من الأفلام التسجيلية والكتيبات التي تسلط الضوء على أنشطة أوفيد الإنمائية وإستراتيجياته الجديدة للعقد المقبل وتركز في المقام الأول على النهج الترابطي اللازم لتحقيق أمن الطاقة والمياه والغذاء كأحد أخطر تحديات الأهداف الإنمائية المستدامة لعام 2030.
كما أسهم أوفيد خلال هذه الفعالية باستضافة مائدة مستديرة لفريق من الخبراء لمناقشة مستقبل الطاقة للجميع شارك فيها بيرس ريمير، المدير العام للمجلس العالمي للبترول؛ ولويس جوميز إشيفيري، كبير مستشاري برنامج التحول إلى التكنولوجيات الجديدة بالمعهد الدولي للبحوث والتدريب من أجل التنمية؛ وفؤاد سيالة، كبير مستشاري التخطيط الإستراتيجي والخدمات الاقتصادية بأوفيد؛ وميلينا كوزومارا، مدير حافظة البيئة ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
وتأتي مشاركة مدير عام أوفيد في هذا المحفل العالمي في سياق خطة المؤسسة الإستراتيجية للقضاء على الفقر في مجال الطاقة من خلال حشد التأييد العالمي وبناء التحالفات والتآزر مع كافة الكيانات أصحاب المصلحة.