«الجزيرة» - سعد العجيبان:
«عين وأُذن طهران داخل مجلس التعاون».. هو الوصف الدقيق لبعض من مهام قطر في المجلس.. إذ لا غرابة حين يكشف السفير الإيراني السابق لدى الدوحة عبد الله سهرابي عن نية أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني الانسحاب من مجلس التعاون الخليجي. الدبلوماسي الإيراني، أكد في لقاء لصحيفة «جام جم» الإيرانية، أن سحب الدوحة سفيرها من طهران كان على «مضض»، مبيناً أنها حاولت بناء أفضل العلاقات مع إيران منذ 8 سنوات.
تريّث!!
وبيَّن سهرابي أن المعلومات التي وصلت طهران من الدوحة، تفيد بأن أمير قطر أراد الانسحاب من مجلس التعاون الخليجي منذ بداية الأزمة الخليجية، لكنه تريث في الأمر بناء على توصية مستشاريه!!.
منذ 8 سنوات
وأضاف سهرابي أن رغبة قطر في إقامة أفضل العلاقات الدبلوماسية مع إيران تعود إلى ما قبل 8 سنوات عندما بادرت الدوحة لدى تسلمها رئاسة مجلس التعاون الخليجي، بدعوة الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد إلى مؤتمر القمة الخليجية رغم معارضة الخليجيين - بحسب السفير السابق -.
استقرار أمنها القومي!!
وأكد سهرابي على أن استئناف عمل السفارة القطرية في إيران يأتي في إطار استقرار أمنها القومي، واعتبر أن أحد أبعاد التقارب بين البلدين هو تأمين اقتصاد وتسوية مشاكل هذا البلد - على حد وصفه.
خطوة بناءة!!
ووصف عودة السفير القطري إلى إيران بالخطوة البناءة، وقال إن تلك الخطوة التي تأتي في هذا التوقيت الحساس، لن تكون الإجراء الأول والأخير لقطر من أجل الارتقاء بالعلاقات بين البلدين.
سد احتياجات
وأوضح سهرابي أن بلاده أرسلت إلى قطر 100 شاحنة لسد احتياجات السوق القطري، مضيفاً أن متوسط إرسال بلاده من السلع يومياً من 1000 إلى 1200 طن بضائع يتم إرسالها من الموانئ المختلفة من بينها ميناء بوشهر وكنجان وجناوه. وأعلن إثر زيارته الأخيرة للدوحة، أن إيران توصلت لاتفاقات من أجل تعزيز العلاقات الاقتصادية مع قطر، مشيراً إلى أن الدوحة في الوقت الحالي طلبت من إيران شراء 4 آلاف نوع من السلع، وحصلت بلاده على تصريح بتدشين معرض للسلع الغذائية الإيرانية في الدوحة.
عرّاب العلاقات المشبوهة
يذكر أن الدبلوماسي الإيراني عبد الله سهرابي، والذي عمل سفيراً لإيران في الدوحة منذ عام 2010 م وحتى 2016م، يُعد أحد أكبر « عرّابي» العلاقات الإيرانية - القطرية المشبوهة - بحسب تقارير خليجية - وقلده تميم بن حمد عام 2012 م عندما كان ولياً للعهد وشاح الاستحقاق.
في موانئ الدوحة!!
وأسهم سهرابي في تنظيم زيارة سفن الحرس الثوري الإيراني إلى موانئ الدوحة قبل 54 يوماً من اندلاع أحداث احتجاجات 14 فبراير 2011 م في البحرين، بالتنسيق مع نائب قائد الأسطول البحري للقوة البحرية القطرية العميد زياد عبد الرحمن السليطي، وكانت تلك التحركات مشبوهة في ظل التوتر في العلاقات الخليجية - الإيرانية، وأشارت التقارير الخليجية إلى أن وزارة الخارجية الإيرانية كلفت سهرابي بالتنسيق مع الحكومة القطرية حول البحرين.
الكويت
على صعيد متصل استقبل أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمس الاثنين وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف والوفد المرافق، حيث تناول اللقاء آخر المستجدات العربية والإقليمية، ضمن مباحثات يجريها لافروف ضمن جولة خليجية ستشمل الإمارات وقطر. وأكد لافروف بعد لقائه أمير الكويت على دعم موسكو الوساطة الكويتية، داعياً العواصم المعنية على الجلوس على طاولة واحدة لبحث الخلافات. كما تباحث رئيس الوزراء الكويتي الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح مع وزير الخارجية الروسي. ومع أن موسكو نفت في مناسبات عدة دخولها على خط الوساطة في أزمة قطر، إلا أن المراقبين يرون أن المساعي الروسية تأتي بعد فترة ليست بالبعيدة من محاولات الدوحة لشراء أسلحة من موسكو في ظل أزمتها مع جاراتها في الخليج.
البحرين
وفي شأن ذي صلة، كشفت البحرين عن أدلة جديدة تثبت مسؤولية قطر عن خلق اضطرابات في البحرين بهدف قلب نظام الحكم، فقد انطلقت الشرارة الأولى للحراك في البحرين، مساء 26 يناير لعام 2011م - بعد يوم واحد من بداية الاحتجاجات في القاهرة - على يد حساب يدار من قطر - وفقاً لما أعلنته الداخلية البحرينية - لقلب نظام الحكم في مملكة البحرين.
ترويج للاحتجاجات!!
وجمعت المنامة خيوط وثائق تتحدث عن أن حساباً باسم «صاحب الأحبار» روّج للاحتجاج في المنامة في موقع «ملتقى البحرين»، مُطلقاً دعوته لتحديد تاريخ الرابع عشر من فبراير، ليكون موعداً لحراك شعبي ضد نظام الحكم.
يُدار من قطر!!
وبينت الداخلية البحرينية أن حساب «صاحب الأحبار» يُدار من قطر، مشيرة إلى أن عملاء من الديوان الأميري القطري والحرس الأميري ووزارة الداخلية القطرية، كانوا أثناء تلك الفترة يدخلون مواقع ومنتديات بحرينية بأسماء بحرينية وهمية لقراءة وتحليل ردود الأفعال بشأن ما طرحه حساب «صاحب الأحبار».
مؤامرة تعبوية
ورصدت مصادر في الداخلية البحرينية ما سمته المؤامرة القطرية «التعبوية» مشيرة إلى أنها حصدت أرواح آلاف الأبرياء، وأشعلت فتنة طائفية، وحاولت ضرب اقتصاد البحرين. وقد واكبت هذه المؤامرة تغطية إعلامية قطرية حثيثة، مستفيدة من الزخم الإعلامي الخاص بتغطية ثورات ما يسمى الربيع العربي.