تعاني بعض النساء من شخصيات أزواجهن الشكاكة، ومعها انقلبت الحياة إلى جحيم لا يطاق.. ضنك وقلق لا ينقضيان.. همٌّ وألمٌ دائمان.. و تجارب شك تبدأ بذرة صغيرة قد تبدأ من قصص يسمعها هنا وهناك تشبعت بالتهويل والمبالغة والتعميم. أو من تجارب شخصية قديمة تشكل معها جانبًا مظلمًا في عقله وأثر على سلوكه.. ثم تعاهد هذه البذرة بعون من إبليس اللعين، وأصبح يبحث لها عن معززات ومقويات من خياله الخصب وأفكاره الجانحة حتى يظنها حقيقية ولا حول ولا قوة إلا بالله.. فتراه يتنصت على الجوال يفتش الرسائل ويتابع الأرقام.
يسترق السمع وقد يعود إلى بيته في غير ما اعتاد عليه من وقت، أين هو من حديث الحبيب صلى الله عليه وسلم: ( إذا أطال أحدكم الغيبة فلا يطرق أهله ليلاً).
وأغلب هؤلاء الأزواج -للأسف- ذوو نفسيات مرتبكة وشخصيات قلقة مرتابة, فتراه يغلب جانب الشك، ويجنح كثيرًا إلى سوء الظن، ويفسر الأمور على أسوأ الاحتمالات، والحقيقية التي لاشك فيها أنه إذا لم يكن من رادع من دين وعقل ورقابة داخلية، فلن تقف قوة أمام أي شخص في فعل ما يريد!!!! فأعط زوجتك ثقتك تعطيك إخلاصًا وحبًا.
وأقول لمن ابتلي بمثل هذا: انته خيرٌ لك، وكف عن التجسس وتتبُّع الأنفاس.. فالتخوين مصيبة المصائب، و يدفع إلى ما لا تحمد عقباه حيث قد يتولد شعور بالتحدي عند الطرف الآخر، وقد يتولد لديه تصور جانح (منحرف) مضمونه (مادمت في نظرك خائناً فليس هناك ما أخسره). لذا إن أردت أن تكسب الشريك وتملك روحه وقلبه فامنحه الثقة واسقه من معين الأمان.. والثقة لا تعني الغباء والسذاجة وذهاب الغيرة وعدم الملاحظة المتعقلة أبداً , بل هي اطمئنان واعٍ يسقيه حسن الظن وتوقُّع الخير..
ومضة قلم:
«إننا نبني أسوارًا كثيرة ولا نبني جسورًا بالقدر الكافي».