«الجزيرة» - أبو ظبي - المحرر التشكيلي:
غدًا يسدل الستار على معرض (لا نراهم لكننا) الذي أقيم في رواق الفن بجامعة نيويورك أبوظبي متقصيًا الحركة الفنية في الإمارات، الذي مثّل دراسة مثمرة طال انتظارها حول أحد أبرز المجتمعات الفنية في دولة الإمارات العربية المتحدة، الذي استضاف بين أركانه أعمالاً فنية تاريخية تحمل توقيع عدد من الفنانين وهم حسن شريف وحسين شريف ومحمد كاظم وعبدالله السعدي ومحمد أحمد إبراهيم وفيفيك فيلاسيني وجوس كليفرس وابتسام عبدالعزيز إلى جانب مساهمات من الفنانين خالد البدور ونجوم الغانم وكريستيانا دي ماركي، وعادل خُزام.
يأتي المعرض مستحضرًا للدور الذي لعبه هذا المجتمع الفني من دور رئيس في تطوّر مسيرة أولئك الفنانين خصوصًا أثناء سعيهم لتبادل الأفكار النقديّة والإبداعيّة بالاعتماد على مساهمة كل واحد منهم كمصدر إلهام للآخر، وذلك في وقت لم تكن فيه المؤسسات والمعارض الفنية منتشرة على نطاق واسع بدولة الإمارات.
وقام بعض هؤلاء الفنانين بتأسيس «ذي فلاينغ هاوس» (The Flying House) وهي منصة مخصصة لعرض أعمال فنانين من هذا المجتمع الفني. وقد حقق أغلب أعضاء هذا المجتمع الفني شهرة عالمية من فنانين وشعراء وصنّاع أفلام، مثل حسن شريف وعبدالله السعدي اللذين تُعرض أعمالهما الفنية حاليًا في بينالي البندقية.
ويضمّ المعرض بين أركانه أعمالاً فنية يعود تاريخها إلى فترة 1988 - 2008، مع التركيز بشكل خاص على أعمال سبق أن تم عرضها معًا خلال تلك الحقبة. ويشمل المعرض كذلك مواد أرشيفية ولقاءاتٍ مصوّرة مع أعضاء تلك المجتمع الفني، إضافة إلى غرفة قراءة خاصة لأعمال الأعضاء البارزين فيها، فضلاً عن مساهمات فنية أخرى لكل من كريستيانا دي ماركي، وعادل خُزام، ونجوم الغانم، وخالد البدور.
ويواصل رواق الفن بجامعة نيويورك أبوظبي التزامه بأهدافه الأكاديمية، حيث أقام على هامش المعرض سلسلة من الفعاليات العامة التي أضفت أجواء البهجة على المعرض، وشمّل ذلك ورش عمل للإبداع الفني مخصصة للعائلات إضافة إلى عدد من العروض السينمائية من إخراج الفنانة نجوم الغانم ومسرحية «خفيف الروح» للكاتب المسرحي الإماراتي جمال مطر.
معرض وسط مدينة نيويورك
من جانب آخر فقد أعلن رواق الفن بجامعة نيويورك أبوظبي عن معرضه القادم بعنوان «وسط مدينة نيويورك حيث الإبداع الفني: صالات عرض بإشراف الفنانين، 1952 - 1965»، المقرر افتتاح أبوابه للجمهور في 4 أكتوبر المقبل حتى 13 يناير 2018 الذي يرصد محطات تطور المشهد الفني في مدينة نيويورك خلال الفترة التي شهدت انتعاشًا ورواجًا إبداعيًا بداية من حركة التعبير التجريدي في أوائل الخمسينيات وحتى صحوة فن البوب آرت والفن التقليلي (المينيمال آرت) في أوائل ستينيات القرن الماضي.
ويُعد «وسط مدينة نيويورك حيث الإبداع الفني»، الذي يُقام تحت إشراف وتنظيم صالة عرض «غراي للفنون»، أول معرض متحفي ضخم يلقي الضوء على هذه الفترة الفنية النشطة من منظور أربع عشرة صالة عرض رئيسة تتم إداراتها تحت إشراف الفنانين، تحت إشراف القيّمة الفنية ميليسا راشليف، وهي أستاذة مشاركة في قسم الفن والمهن الفنية في كلية ستينهاردت التابعة لجامعة نيويورك.