سامى اليوسف
الثقة ركيزة من ركائز النجاح، إن لم تكن هي أساسه، ويعرِّفها الباحث الاجتماعي الدكتور فرغلي هارون بأنها «إيمان الإنسان واطمئنانه المدروس إلى قدراته وإمكاناته على تحقيق أهدافه، واتخاذ قراراته، والتحكم في أقواله وأفعاله وقناعاته، ومواجهة المواقف الحياتية الصعبة».
عندما يمتلك الإنسان الثقة في قدراته يتبقى له -في رأيي- التحدي، وهو الذي يخلق له الحافز أو الدافع، وهذا فعلاً هو مفتاح النجاح في الحياة.
«الأقوياء يحرزون ما يريدون».. مقولة جسَّدها الحارس «الأمين» لشباك الهلال عبدالله المعيوف «1987». بدأ بالهلال، ثم عاد إليه 2016 قادمًا من الأهلي 2007. فقد عاد للملكي باختياره بعد أن رفض الاستمرار في «الراقي»، لكنه عاد أكثر قوة متسلحًا بالثقة والطموح في إطار من الجدية والالتزام والاحترام والروح القتالية على كسب الخانة؛ ليردد مدرج «الزعيم» منتشيًا عبارته الشهيرة «والدوري شالو المعيوف» وفاء لدوره في إحراز لقب الدوري.
سألت المدرب سمير هلال (من أوائل المدربين السعوديين الحاصلين على شهادة [برو] في التدريب): لماذا يتفوق المعيوف ويتألق مع كل جولة أو حملة تشكك في كفاءته في حراسة مرمى الهلال، التي ظهر آخرها بعد قرار المدرب رامون دياز استبعاد الحارس العماني الشهير علي الحبسي من قائمة الآسيوية؟ فأجاب بإيجاز بأن الأسباب تكمن في النقاط الآتية:
- شخصية المعيوف المميزة، وثقته بقدراته.
- حرصه على قلة الظهور في الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.
- الدعم الكبير الذي يجده من الجهاز الفني ومدرب الحراس.
- التعلم من أخطائه مع الأهلي؛ فعاد للهلال أكثر حماسة وقوة.
- التعاقد مع الحبسي عزَّز عنده الرغبة على التحدي وإثبات الذات.
- استمرار استدعائه من الجهاز الفني للمنتخب، وهذا دافع كبير على مواصلة التألق.
وهنا أزيد على ما سبق بأن المعيوف بثقته وشخصيته وتركيزه العالي وانضباطه في تدريباته وجديته كسب جميع التحديات مع الهلال، وانتزع ثقة واحترام الجهاز الفني والمدرج الهلالي، وأصبح يمثل ثقلاً فنيًّا مهمًّا ومصدر ثقة واطمئنان، وكأنه يطبِّق المقولة القديمة «ينبغي عليك أن تكون محاربًا لتبقى على قيد الحياة». فالحضور اللافت الذي داوم على تسجيله بثبات يحسب له ولجهاز تدريب الحراس، ويستحق معه الدعم الجماهيري. ولا أشك في قيمة وجدوى النصائح التي يقدمها له أخوه وزميله الحبسي بحكم خبرته وتجربته العريضة في تطور مستواه ومهارته، وهذه تسجل كإيجابية للدولي العماني الذي يبرهن على أخلاقياته العالية، ومنافسة الفرسان التي تجمعه والمعيوف.
ختامًا، أتمنى أن يجد النجم عبدالله المعيوف المزيد من الدعم والتقدير الكافيَين من المدرج الهلالي؛ كي يستمر في تألقه، ولا نخسر تطوره بسبب انتقادات انفعالية أو متسرعة، لا تراعي مصلحة الهلال والمنتخب.