الجزيرة - خالد الدوسري:
تزامناً مع محاولات الولايات المتحدة الأمريكية إقناع حلفائها في جنوب شرق آسيا للضغط على كوريا الشمالية لوقف برنامجها الصاروخي النووي وذلك في خضم جهود الآسيان التي خصصت لبحث المستقبل الأمني للمنطقة، أججت كويا الشمالية بدورها الموقف تصعيداً وضربت بجهود الآسيان عرض الحائط، إِذْ أكد وزير خارجيتها علناً وأمام أكبر منتدى أمني في آسيا أول أمس الاثنين بأن بلاده (لن نضع تحت أي ظرف من الظروف الأسلحة النووية والصواريخ الباليستية على طاولة تفاوض.. وأن بلاده لن تحيد ولو قيد أنملة عن طريق تعزيز قواتها النووية. وأضاف بالقول (اخترناها) (يقصد الترسانة النووية) بأنفسنا إلا إذا تم القضاء بشكل أساسي على السياسة العدائية الأمريكية وتهديدها النووي لكوريا الشمالية، كما اتهم ري واشنطن بأنها تخلق ظروفاً تجد فيها كوريا الشمالية نفسها مضطرة للدفاع عن نفسها.
وأضاف محذراً: بسبب طغيان الولايات المتحدة، يتجه الوضع في شبه الجزيرة الكورية إلى الحد الأقصى، مع استمرار متزايد لخطر اندلاع صراع. ومما يزيد الأمر تأكيدا على مضي الشمالية في تعزيز ترسانتها النووية أكدت صحيفة واشنطن بوست أمس أن كوريا الشمالية صنعت رأساً نوويا صغيراً بما يكفي لتركيبه على صواريخها. ونقلت الصحيفة عن تقرير تحليلي أعدته وكالة الاستخبارات العسكرية أن لجنة الاستخبارات تعتقد أن كوريا الشمالية لديها أسلحة نووية يمكن تركيبها على صاروخ بالستي بما في ذلك صواريخ بالستية عابرة للقارات. وأضافت ان الاستنتاجات تحقق منها مسؤولان أمريكيان على اطلاع على التحليل.
وقالت واشنطن بوست ان تقريرا استخباراتيا آخر قدر حيازة كوريا الشمالية لما يقارب 60 سلاحا نوويا أكثر مما أعلن عنه سابقا.
وفي الوقت الذي تشهد فيه حلول الذكرى الخمسين لتأسيسها وجهت رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) أمس دعوة إلى كوريا الشمالية لوضع نهاية (للطريق المسدود الخطير للغاية) فيما يتعلق ببرنامج أسلحتها النووية. كما حاولت الرابطة التي تضم 10 أعضاء وتم تأسيسها في الثامن من أغسطس من عام 1967 القيام بدور صانع السلام بين الأطراف المعنية في النزاع في شبه الجزيرة الكورية.
وفيما رفضت بيونجيانج دعوات الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان أثناء المنتدى الإقليمي لرابطة آسيان في مانيلا لوقف اختباراتها الصاروخية والعودة إلى طاولة المفاوضات.. أكد وزير الخارجية الفلبيني الان بيتر كايتانو عدم وجود انفراجة حتى بعد ختام الاجتماعات الوزارية أمس، مؤكِّداً في مؤتمر صحفي بمانيلا أمس سعي دول الآسيان إلى السلام.. وقال: إننا جميعا نريد السلام، ولكن إذا لم تفتح كوريا الشمالية الباب لتعطينا الضوء في نهاية النفق، أو لأي خيار آخر، فماذا يمكننا أن نفعل؟. وأضاف: إنه طريق مسدود خطير للغاية، نأمل ونصلي جميعا حتى تكون هناك إمكانية لحله قريبا. واستغل وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون الموقف أمس خصوصاً خلال زيارة لمملكة تايلند مع بدء تحسين العلاقات بين البلدين بعد انقلاب عسكري في 2014 إلى تدهور العلاقات مع الولايات المتحدة. والتقى تيلرسون مباشرة مع نظيره التايلندي دون برامودويناي الذي أكد بدوره تعهد بلاده بالالتزام بقرار مجلس الأمن الجديد بإصدار عقوبات بحق الشمالية، حيث كان مجلس الأمن الدولي قد صوت بالإجماع السبت الماضي لصالح فرض عقوبات تعد الأكثر صرامة ضد كوريا الشمالية بعد موافقته على مقترح أمريكي بتشديد العقوبات ردا على إطلاق بيونجيانج صاروخين عابرين للقارات في يوليو الماضي. ومن مملكة تايلند إلى الجارة ماليزيا حيث تتمتع ماليزيا والولايات المتحدة بعلاقات ممتازة كما انهما تتعاونان في العديد من المجالات التقى تيلرسون رئيس الوزراء الماليزي نجيب عبد الرزاق وبحث مع مستقبل المنطقة وموقف دولها من الطموح الكوري الشمالي. وعلى الرغم من موقف دول الآسيان حيال الطموح الكوري الشمالي إلا أن إحدى أهم أولويات تيلرسون تتمثل في حث دول جنوب شرق آسيا على عمل المزيد للمساعدة في قطع تدفقات التمويل عن كوريا الشمالية التي ترك أمامها الباب مفتوحا للحوار إذا أوقفت سلسلة تجاربها الصاروخية.