«الجزيرة» - سعد العجيبان:
الأيام «حُبلى» بالحقائق الدامغة على دعم الدوحة وتمويلها للإرهاب، - وإن جاز التعبير - يُمكن القول إن ملف أدلة إدانة الدوحة، لا يزال في صفحاته الأولى.. فقد كشفت رئيسة اللجنة الفرعية للشؤون الخارجية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالكونغرس الأميركي، إليانا روس ليتينن، عن تقديم مسؤول قطري رفيع المستوى الدعم للعقل المدبر لهجمات الحادي عشر من سبتمبر.
وقالت في جلسة استماع داخل الكونغرس لتقييم العلاقات الأمريكية مع قطر، إن قطر متورطة بدعم الإرهاب وهذا الموضوع ليس بالجديد. مؤكدة أن المملكة والإمارت حاولتا ثني الدوحة عن هذه الممارسات منذ فترة طويلة.
اكتساب النفوذ
من جهته قال مدير مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية جوناثان شانزر إن قطر تمادت في دعم تنظيم الإخوان بهدف إيصاله إلى السلطة في عدة دول والهدف هو تنفيذ المخططات القطرية لاكتساب النفوذ.
لا جديد!!
المشهد القطري لم يحمل الجديد.. عدا صورة متكررة لـ«المكابرة».. لا يُمكن وصفها إلا بمُصادقة الدوحة على سقوطها !! .. فقد استحضرت مواقف قطر - كعادتها - مقولة «رمتني بدائها وانسلّت».. إذ أعربت عما أسمته بـ«الصدمة» وخيبة الأمل، من قائمة الإرهاب الأخيرة للدول الداعية لمكافحة الإرهاب (المملكة والإمارات والبحرين ومصر)، وصفتها بـ«المُلفّقة»!!.
مكابرة متكررة!!
و علق مدير مكتب الاتصالات في الحكومة القطرية الشيخ حمد بن سالم آل ثاني في رسالة الكترونية لوكالة «فرانس برس»، على القوائم الجديدة لـ«الرباعية العربية»، أنها مفاجأة مخيبة للأمل بأن تواصل دول المقاطعة المضي في هذه المسألة في إطار حملتها لتشويه سمعة قطر!! - على حد تعبيره-.
مبادرات مزعومة!!
وأضاف قائلاً: وفي الوقت الذي قامت فيه قطر بمبادرات مهمة لتعزيز التزامها بمكافحة الإرهاب، بينما لم تقم دول المقاطعة بشيء - على حد تعبيره -، مُتناسياً أن إجراءات «الرباعية العربية» ضد الدوحة خطوة رئيسة في تجفيف منابع تمويل الإرهاب ودعمه!!
وزعم أنها «الرباعية العربية» فضلّت تركيز جهودها على حملة دعاية تهدف إلى تجريد قطر من سيادتها!!، واستشهد بما أعلنت عنه الدوحة قبل أسبوعين من تشديد قوانينها لمكافحة الإرهاب وهو إجراء عدته الرياض وحلفاؤها «غير كاف».
قرقاش
وفي شأن متصل، قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش إن على الدول الداعية لمكافحة الإرهاب المضي قُدماً من دون قطر، مشيراً إلى أن الدوحة تُروّج لسياسات لا تطبقها.
وأضاف قرقاش في تغريدات له على حسابه في «تويتر»: الآن ومع طول أمد الأزمة القطرية، من المهم أن نتطلع إلى ما بعد الأزمة، ونفكر فيها كمجموعة جديدة من العلاقات الخليجية التي تحل محل القديمة، وقال: بانتظار مراجعة قطر للسياسات القديمة، فإن الوضع الحالي سيستمر لفترة، وستبزغ وتتعزز علاقات إقليمية جديدة.
عفا عليها الزمن
وبيَّن قرقاش أن دول «الرباعية العربية» ستخرج من الأزمة بوصفها تُمثّل نواة سياسات مواجهة التطرف والإرهاب، وتعمل من أجل الأمن والاستقرار العربي، ومضى بالقول: علينا المضي قدماً من دون قطر، وتابع: الإمارة الخليجية المحافظة التي عفا عليها الزمن بشكل تام، وتُروّج لسياسات وقيم لا تضعها هي نفسها موضع التطبيق.
دور سلبي للدوحة!!
وفي باريس، قال قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر خلال لقائه وزير الخارجية المصري سامح شكري، إن قطر تلعب دوراً سلبياً في المنطقة بشكل عام، وفي مصر وليبيا بوجه خاص، من خلال دعمها للإرهاب والتنظيمات المتطرفة.
التهديدات القطرية
في حين أكد شكري أن الموقف المصري في إطار الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، والقائم على ضرورة التصدي للتهديدات القطرية للأمن القومي العربي.
حقوقياً
حقوقياً.. وعلى هامش مؤتمر الدعم القانوني لضحايا العمليات الإرهابية المنعقد تحت مظلة المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، قال رئيس المنظمة حافظ أبو سعدة إن الهدف الرئيس من عقد المؤتمر، هو استرداد حقوق الضحايا الذين قضوا نتيجة عمليات مدعومة من قطر وجماعة الإخوان عبر التنظيمات التابعة لها. وتشمل التنظيمات الإرهابية في مصر كلا من حركة «حسم»، و«ولاية سيناء»، و«العقاب الثوري»، والتى تورط فيها أشخاص من سوريا والعراق.
تحمل مسؤوليات
وأشار أبو سعدة إلى أن ثمة دولاً تدعم وتسهل عمل الإرهاب وتمنحه الإمكانيات المالية واللوجستية، مبيناً أن تلك الدول عليها أن تتحمل مسؤولياتها تجاه ممارساتها الداعمة للإرهاب، مشيراً إلى أن المؤتمر سيتناول الطرق والأساليب القانونية التي يمكن اتباعها محلياً ودولياً للحصول على حقوق الشهداء، مشيراً إلى أن هناك معلومات مؤكدة عن دعم قطر للإرهاب، وقال: «آن الأوان لأن يقوم المجتمع المدني بدوره في الحرب على الإرهاب، بتمثيل الضحايا قضائيا والمطالبة بحقهم في التعويض».
دعم برلماني
من جانبه قال رئيس لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان المصري علاء عابد إن البرلمان يضع على أجندته التشريعية عددا من مشروعات القوانين المكملة للدستور، وأبرزها تفعيل المادة الدستورية التي تكفل ضمان حقوق الشهداء والمصابين في العمليات الإرهابية، وأكد أن البرلمان سيدعم جهود منظمات المجتمع في ملاحقة الدول الداعمة للإرهاب وفي مقدمتها دولة قطر.
تعارض
من جهته قال رئيس الفيدرالية العربية لحقوق الإنسان أحمد بن ثانى الهاملى، في كلمة ألقاها نيابة عنه نائب رئيس المنظمة المصرية لحقوق الانسان المحامي أحمد عبد الحفيظ، قال إن الأزمة القطرية الراهنة تكشف المشكلات التي تنجم عن عدم تعاون الدول في مكافحة الإرهاب، ولاسيما مع جيرانها المباشرين، مؤكداً أن سلوك قطر لا يتعارض مع الجهود الإقليمية لمكافحة الإرهاب والتطرف فقط، بل يتعارض أيضاً مع الجهود العالمية، مما يعرض الجهود الرامية لمكافحة الإرهاب للخطر.
واشنطن
وفي واشنطن، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن الولايات المتحدة ترحب بأي مبادرة روسية تهدف إلى جمع الأطراف الخليجية على طاولة مفاوضات مباشرة لحل الأزمة، وإن كانت قد شككت في الوقت نفسه بقدرة موسكو على فعل ذلك.
ونقلت شبكة «سي.إن.إن.» الإخبارية الأمريكية عن الناطقة باسم الخارجية الأمريكية هيذر ناورت، رداً على سؤال حول إمكانية ترحيب واشنطن بتدخل موسكو من أجل حل الأزمة الخليجية، القول: نأمل أن تجتمع جميع الأطراف الخليجية وتقرر الجلوس وجها لوجه للتباحث، ونحن ننتظر حصول ذلك، ونعتقد أن أمرا كهذا سيساهم في زيادة فرص التوصل إلى حل.
ترحيب
وتابعت: هذا لم يحصل بعد ولكننا نتمنى أن يحصل بأقرب وقت ممكن، مبينة أن الكويت لا تزال هي الوسيط الذي يتولى الملف، ولكن إذا كان بوسع روسيا القيام بدور ما للمساعدة في جلب الأطراف إلى طاولة المفاوضات فهذا سيكون موضع ترحيب من قبلنا.
تشكيك
واستطردت في التشكيك بقدرة روسيا على الدخول في وساطة مع دول المنطقة، قائلة: قد يكون لدينا شكوك حول قدرة روسيا على القيام بذلك فعليا، ولكننا بالطبع نرحب بأي جهة قادرة على جمع أطراف الأزمة.
تجميد أرصدة
قررت الإمارات تجميد أرصدة وحسابات الأفراد والكيانات المدرجة على قوائم الإرهاب التي أعلنتها دول «الرباعية العربية»، وأصدر مصرف الإمارات المركزي تعميماً موجهاً إلى البنوك والمؤسسات المالية العاملة في الإمارات بتجميد الحسابات والودائع والاستثمارات العائدة لأي من الأشخاص والكيانات التي أدرجتها «الرباعية العربية» على قوائم الإرهاب لديها.