أقامت مؤسسة الوليد للإنسانية التي يرأس مجلس إدارتها صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود لقاء ترحيبياً لسفراء حوار الإنسانية في المملكة العربية السعودية والذي حرص صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود أن يلتقي بهم ويكرمهم نظير جهودهم لإظهار الهوية السعودية وصورة الإسلام الحقيقة بعد إتمامهم برنامج التبادل الثقافي، حيث حضر اللقاء الدكتور عبدالله المانع مدير التعليم لمنطقة الرياض ونخبة من أعضاء وزارة التربية والتعليم ومركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني.
حيث شهد الشهر الجاري مشاركة مائة مبتعث ومبتعثة في البرنامج وضمّ العديد من الأنشطة والفعاليات التي رسّخت مفاهيم التسامح والتناغم مع الاختلافات الثقافية وذلك في قلب العاصمة الاسكتلندية - إدنبره. حيث أعدت مؤسسة الوليد للإنسانية بالشراكة مع مركز الوليد للدراسات الإسلامية في جامعة إدنبره دورات في مهارات اللغة الإنجليزية للطلبة المشاركين في البرنامج إضافة إلى ذلك دورات مكثفة عن التبادل الثقافي والحضاري بالتزامن مع رحلات تعليمية وترفيهية في مختلف أنحاء مدينة إدنبره لممارسة وتطبيق ما تم دراسته خلال الدورات ومن بينها مسابقات ثقافية نُظّمت في متحف اسكتلندا الوطني، ومباراة كرة قدم ضدّ فريق إدنبره سبارتانس والتعرف على الألعاب التراثية الأسكتلندية والتي تعرفوا من خلالها على المعالم الثقافية التي تجسّد التاريخ الاسكتلندي، وفي نهاية البرنامج تم إقامة مناقشة ثقافية بين الطلاب السعوديين وطلبة إسكتلنديين حيث أبرز كلا الطرفين التاريخ الثقافي والحضاري لكلا البلدين.
وكان من أهم الفعاليات الثقافية التي أقيمت في مركز الوليد للدراسات الإسلامية فعالية يوم الثقافة العربية بجهود الطلاب السعوديين والتي لأول مرة يتم تسجيل حضور 1000زائر للتعرف والمشاركة على الهوية العربية الإسلامية والعادات والتقاليد التي يتميز بها الشعب العربي لإبراز جانب الكرم والضيافة من جهتهم، كما انخرط الطلبة السعوديون في أنشطة اجتماعية مع المجتمع المحلي الذي قاموا بالتعريف عن اللغة العربية وكانت بعنوان: «اسأل سعودياً»، و»مواجهة الأنماط الثقافية»، والتي هدفت بمجملها لترسيخ التواصل الإنساني الحقيقي والصادق في السعي لتشجيع تبنّي مفهوم التسامح وتسهيل التواصل بين أجيال المستقبل في كل من الشرق الأوسط والغرب.
وبهذا الصدد، صرحت الأمين العام وعضو مجلس أمناء مؤسسة الوليد للإنسانية، صاحبة السموّ الملكي الأميرة لمياء بنت ماجد آل سعود، بقولها: «من شأن التفاعل ما بين الشرق والغرب أن يساهم في تكوين السلام العالمي والأمن في القرن الحادي والعشرين. إلا أننا في واقع الأمر لا نفهم بعضنا البعض كما ينبغي لنا، وهو ما ينتج عن ذلك التصرفات والأفعال التي تفتقر إلى التسامح. مراكز الوليد بن طلال الأكاديمية الست تعمل يداً بيد لتغيير هذا المفهوم المغلوط والذي قدم لنا الطلبة الاسكتلنديون والسعوديون في هذا البرنامج خير مثال على مدى ما نتشاركه ونغفل عن رؤيته كاملاً. إنني فخورة بهم، وينبغي علينا جميعاً أن نحذوا حذوهم. لا شكّ في أن إدنبره حقيقية مدينة عالمية بحق. وبعد هذه الحملة، ستحتلّ مكانة خاصة في قلبي.» وقد عبّر أحد الطلبة المشاركين في البرنامج، ويدعى هزاع الحميدي، عن رأيه بهذه التجربة بقوله: «لم أكن أعرف تماماً ما أتوقعه من البرنامج عندما وصلت إلى إدنبره، ولكنني في ختام الأسابيع الثلاثة التي قضيتها في البرنامج اكتسبت أصدقاء جدد عديدين ممن كانوا مثلي تماماً غير أن الفرق الوحيد بيننا هو أننا نعيش في أماكن مختلفة من العالم. لقد تعلمت الكثير عن اسكتلندا، واستمتعت جداً بالتعرف على المشاركين بالبرنامج ممّن يعيشون هنا بطبيعة الحياة في المملكة العربية السعودية.»
مدير مركز الوليد بن طلال للدراسات الإسلامية في العالم المعاصر في جامعة إدنبره البروفيسور هيو غردارد، من جهته علّق بقوله: «إننا سعيدون جداً بتقديم الدعم لهذا المشروع، ومساعدتنا لجيل المستقبل من الطلبة السعوديين على تطوير مهاراتهم لفهم الاختلاف والاستفادة من مختلف الثقافات في العالم المعاصر.