تأمّل بقلبه وعقله فحوى الرّسالة التي بُعثت إليه، وهو في طريقِ عودته إلى بلدته القديمة التي عمّ فيها الفوضى والقيد والشرّ والظلام؛ ليرتدي قناع الخير والقوة ويُحرّك سيف العدالة والحريّة والضوء بتوقيع «Z» الذي قال عنه ذات مرة لأحد الأشرار - في مقابلةٍ مع الخير -: «سيرافِقُك هذا التوقيع طالما تفعلُ الشرّ.. »؛ ولينقش في ذاكرة الطفولة ذلك التوقيع الذي أستعيد ذكرياته هذه الأيام، أعترفُ بأنه اجتاحتني موجة استعادة ما كنّا نتابعهُ في الصغر مع الكثير من الأصدقاء الذين اجتاحتهم تلك الموجة، ربما بسبب ما يحمله الواقع من مآسٍ وويلات وحروب في العالم بصورة قاسية من شدّتها أصبح الخير يتوارى ربما خلف أقنعة، بينما الشر أصبح ظاهراً يتمدّدُ بكل بجاحة في هذا العالم، ربما أن هذه هي الفكرة التي أراد إيصالها الكاتب جونستون مكولي (1958م -1883م)، عندما جعل شخصية زورو تتوارى خلف قناع الخير.
امتدت تلك الشخصية المُبتكرة في أرجاء العالم في معظم لغاته، عبر المسلسلات والأفلام والرواية كما في رواية (زورو) للكاتبة التشيلية إيزابيل الليندي.
كم هو عجيب أننا نكتشفُ حينما نكبر بأن تلك المسلسلات الكارتونية ليست للصغار فحسب؛ بل للكبار أيضا لما تحملها من عرض لدلالات عميقة مثل: الصراع بين الخير والشر، حتى وإن عُرضت بصورة مثالية محضة؛ إلا أننا بحاجة للعودة إلى تلك الصورة المثالية للعرض من وقت إلى آخر.
إمضاء زورو الشخصية الأدبية الخيالية المُبتكرة:
تحرّك ضد الشرّ في الخيال؛ ليخفف من حدّته في الواقع ..!
- حمد الدريهم