«الجزيرة» - محمد المنيف:
يبرز في كل مناسبة تتم فيها مشاركة الفن التشكيلي الفارق بين الامتهان والتقدير. وفي مهرجان سوق عكاظ الذي انطلق يوم الأربعاء الماضي، ويستمر حتى الـ28 من شوال، حظي الفن التشكيلي بدعم على أعلى مستوى من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة، الذي كان له الفضل في إدراج الفن التشكيلي ضمن فعاليات مهرجان عكاظ نتيجة قناعة سموه بأن سُبل التعبير التشكيلي تُعد أحد روافد التعبير الإنساني، ومكملة لما يتم القيام به من أنشطة في هذا المهرجان الذي فتح الآفاق للمبدعين والمواهب في كل الفنون بإحساس تاريخي؛ إذ أصبحت اللوحة في دورات المهرجان السابقة مشاركة في استعادة التاريخ من خلال تصوير الكلمة الشعرية المستلهمة من قصائد الشعراء إلى لوحات مرئية.
ويأتي أيضًا اسم مهم مهتم بالفنون التشكيلية، وبكل ما يدفع عجلة السياحة، ويضفي عليها ما يتناسب مع جمال الوطن، ويدفع أبناءه الموهوبين للاستلهام، ذلك هو صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني رئيس اللجنة الإشرافية لسوق عكاظ، الذي اعتمد مسابقة الفن التشكيلي ضمن 13 مسابقة تغطي مساحة واسعة من الإبداع في الآداب والفنون والعلوم الاجتماعية والإنسانية في مختلف فعاليات المهرجان.
جوائز عالية القيمة لمسابقتين
بلغ مجموع جوائز الفنون التشكيلية 220 ألف ريال، وأُعد لها لجنة تحكيم، وقُسمت إلى مسابقتين، إحداهما مسابقة للأعمال الحرة أو التفاعلية أمام الجمهور أثناء إقامة فعاليات السوق على أيدي فنانين أكاديميين وممارسين، وستعلن النتائج بنهاية أيام السوق.
وحول هذا التطور في حضور الفنون التشكيلية في الدورة الحادية عشرة لمهرجان عكاظ تحدث الفنان والباحث التشكيلي فيصل الخديدي عضو اللجنة الثقافية العليا بسوق عكاظ المشرف على مسابقات الفنون التشكيلية مدير جمعية الثقافة والفنون بالطائف مشيرًا إلى أن زيادة وتنوع الجوائز يمنحان الفرص للمبدعين في متخلف فروع الفن التشكيلي، إضافة إلى حضور الفن التشكيلي من خلال الندوات والمحاضرات في البرنامج الثقافي بمحاور عدة ومتحدثين مختصين في المجال. مضيفًا بأن الجمهور سيجد هذا العام التنوع في الفنون التشكيلية، من خلال تعدد المعارض، وما سيقدمه الفنانون من فنون تفاعلية، تمنح الجمهور الزائر مشاهدة الفنانين وهم ينفذون لوحاتهم على مرأى من الجمهور، سيبهر الحضور، ويجعل من مشاركة الفن التشكيلي في هذا العام في سوق عكاظ كرنفالاً جماليًّا، قوامه الألوان والخطوط.
مسيرة حافلة للفن التشكيلي
يُذكر أن حضور الفن التشكيلي من خلال جائزة عكاظ للفنون التشكيلية يُعد تظاهرة ثقافية وطنية، تمثل فرصة لتحقيق التواصل بين الفنانين التشكيليين، ومناسبة للتعرف على تجاربهم في مجال الفنون التشكيلية، وعرض إبداعاتهم الفنية؛ بهدف الارتقاء بالفنون التشكيلية السعودية، ونافذة إبداعية تطل كل عام بثوب إبداعي مطرز بالجمال والفن. وقد أثبت الفن التشكيلي حضوره بجهود المعنيين به، وعلى رأسهم الفنان والباحث التشكيلي فيصل الخديدي، الذي يعي كيفية تقدم هذا الفن بما يليق به بأسلوب يعلي من قدر الفن والفنانين، وفي مناسبة أصبح صداها عالميًّا، تتجدد فيها سبل التطوير خلال السنوات العشر وصولاً إلى الدورة الحادية عشرة.
اهتمام للفن التشكيلي في سوق عكاظ
حظي الفن التشكيلي خلال الفترات الماضية باهتمام على أعلى مستوى من خلال توجيه اللجنة العليا للمعنيين بالفنون التشكيلية في المهرجان بالتطوير، والبحث عن سبل العمل بشكل متوازٍ مع ما يحدث من تطوير لفعاليات المهرجان بشكل عام بالاهتمام, وقد أُعد لهذا الأمر ندوة، التقى فيها نخبة من التشكيليين من أصحاب الخبرات، ومن الشباب؛ وذلك تقديرًا من اللجنة المشرفة على السوق لهذا الفن الذي انطلقت أولى دوراته عام 1429هـ، وكانت أولى جوائزه قد منحت للفنان فهد القثامي عن قصيدة المؤنسة لقيس بن الملوح. أما الدورة الثانية 1430هـ فقد فاز فيها مناصفة الفنان طه صبان والفنان عبدالرحمن خضر الغامدي؛ لتأتي الدورة الثالثة 1431هـ، التي فاز فيها الفنان محمد الرباط. وفي الدورة الرابعة 1432هـ فاز الفنان عوض أبو صلاح. أما الدورة الخامسة 1433هـ فقد فاز فيها الفنان عبده عريشي والفنان عبدالعزيز بوبي عشر محمد الرباط والفنان فهد خليف. كما فاز في الدورة السادسة 1434هـ الفنان عبدالرحمن المغربي، والفنان عبدالرحمن السليمي، والفنانة مليح عبدالله. كما فاز في الدورة الثامنة للعام 1436هـ كل من الفنان ناصر الضبيحي والفنانة منيرة الحبسي والفنانة سكنة حسن علي.
وفي الدورة التاسعة 1437هـ فاز كل من يوسف إبراهيم، محمد سعد الخبتي وصادق يماني.
وفي الدورة العاشرة 1438هـ حصل على جائزة لوحة وقصيدة عبدالرحمن خضر الغامدي (المركز الأول)، ومحمد علي الشهري (المركز الثاني)، وسعيد الهلال الزهراني (المركز الثالث).