المدينة تكسوها مياه
تغسل عن أرصفتها بقايا الأمس
وتوقع الغبار عن سقوف ابنيتها وعن النوافذ
رائحة الغبار الأحمر
تميته رائحة المطر
وبقعة الضوء الخافتة في وسط العتمة
تلد شمسًا
قبل الفجر
صفقت النخيل
ففزع سكون الليل
وهطل السيل قبل الغسق
الأقدار لا تظلم أحدًا
فالنخيل تهتز لتلقي الرطب
والريح تذر التراب لتصنع حصونًا وزهورا
لا شيء.
غير أني أسير بخدر بطيء
أنتعل خفين ثقيلين
لا شيء.
غير أني في الليالي المقمرة
أصاب بالعشى الليلي
فأبيت قبل الطيور
لا شيء البتة
النوافذ مغلقة
والأبواب موصدة
والريح نائمة في أقصى الجبال
وأسكن في مدينة محصنة
لا أخشى الحرب
ولا أخشى الشتاء
لا شيء البتة
غير أني أتعلم كيف يكون الموت بطيئًا