«الجزيرة» - سعد العجيبان:
تُراوح الحكومة القطرية مكانها.. فاتحة صدرها لرأس حربة الإرهاب العالمي الإيراني.. مُديرة ظهرها لأهلها في الجوار «تاريخاً وقُربى»!!. قطر التي رفضت الاستجابة لمطالب دول المقاطعة.. يُسلم وزير خارجيتها اليوم الاثنين الرد على تلك المطالب.. دون مؤشرات تدل على تصحيح الدوحة لمسارها.. بل بدت حالة «الارتباك» واضحة على تحركات مفاصل الدولة السياسية والإعلامية.. مليئة بالتناقضات.. ليكون آخرها ما ورد على لسان وزير الخارجية القطري محمد آل ثاني في تصريحاته في روما.. بأن تمويل الإرهاب موجود في كافة دول المنطقة!!.. وليست قطر وحدها من تدعم الإرهاب!!.. وأن «قطر تقع في أسفل القائمة للدول المتورطة في جرم تمويل الإرهاب»!!.
اجتماع رُباعي
وفيما يجتمع كل من وزراء خارجية المملكة ومصر والإمارات والبحرين الأربعاء لبحث الخطوات المقبلة تجاه قطر.. لا تملك دول المقاطعة أمام «التعنت» القطري.. ورفض الدوحة تصحيح المسار بالتوقف عن تهديد الأمن الإقليمي والعالمي.. بدعمها وتمويلها للإرهاب.. لا تملك سوى التصعيد.. بما يدفع قطر لتغيير سياستها.. والكف عن دعم وتمويل الإرهاب واحتضان رموزه».. والتدخل في الشؤون الداخلية لجيرانها ولدول المنطقة.
الالتزام بالتعهدات
وفي حين بحث وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد آل خليفة مع نظيره الأمريكي ريكس تيلرسون الأزمة مع قطر.. أكد آل خليفة أن على قطر أن تلتزم بتعهداتها السابقة وبالمطالب التي قدمتها الدول المقاطعة لها. واعتبر وزير الخارجية البحريني خلال اتصال مع نظيره الأمريكي أن التزام قطر بالمطلوب منها سيصب في تحقيق ما يسعى إليه الجميع من استقرار لدول وشعوب المنطقة، والقضاء على الإرهاب ومن يدعمه ويموله، والمضي قدماً في عملية التنمية والتقدم. وتبادل الوزيران البحريني والأميركي وجهات النظر كما تباحثا حول قطع العلاقات مع دولة قطر، والسبل الكفيلة بالتوصل إلى نتيجة تضمن الأمن والسلام في المنطقة.
مُراوغة!!
الدوحة تمتلك بُعداً خاصاً «دنيئاً» في التعامل مع الأحداث.. يتكئ على «المراوغة» وعدم المصداقية.. فخطواتها «المُرتبكة».. دفعتها إلى تحويل الأزمة التي تسببت بها إلى تحد عسكري!!.. باللجوء إلى «الأجنبي» لنشر قواته على أراضيها!!.. مُتجاهلة الأبعاد الأمنية والسياسية!!.. و«بغباء» مُستفحل.. سعت الدوحة إلى «عسكرة» الأزمة!!.. لإشعار العالم أنها تحت التهديد!!.. وفي جانب آخر في ذات المسار.. روجت لـ«كذبة» الحصار!!.. لتكون الدولة الأولى في العالم المحاصرة.. بأجواء ومياه مفتوحة.. وتمتلئ بالبضائع الإيرانية والتركية!!.. فلا تجد تلك الخطوتين القطريتين قبولاً عالمياً لكون العالم بأسره يُدرك عدم صحة ما تروج لها الدوحة!!.
قادم أصعب على الدوحة
وعوضاً عن بحث الدوحة عن الحلول.. اجتمعت بها ثلاثة عوامل تشكل تهديداً لأمن واستقرار جيرانها والمنطقة.. بدءاً بـ«عسكرة» الأزمة والتواجد التركي على أراضي قطر.. والانعزال عن محيطها بغزل سياسي لإيران.. والتمسك بدعم الإرهاب وبتمويله واحتضان رموزه.. ما يدفع بدول المقاطعة إلى تصعيد أكبر.. يُشكل صعوبة أكبر على الدوحة.