إن واجبنا تجاه منطقتنا يتجاوز الدعوة إلى العمل، ويتجاوز تأسيس الشركات إلى بناء مؤسسات تخدم مجتمعها، مؤسسات مبدعة وملهمة تسعى لتسهيل حياة الناس في جميع مناحي الحياة، ومن هذه الرسالة انطلقنا عندما أسسنا شركة كريم في الأول من رمضان عام ألفين واثني عشر.
شركة كريم، بالشكل هي مقدمة لخدمة حجز السيارات عبر التطبيقات الذكية، لكن بالمضمون هي من تكسر القوالب والعوائق، تمضي بسرعة فائقة، لتكون اليوم الشركة الناشئة الوحيدة في المنطقة التي تجاوزت قيمتها مليار دولار، وهي التي لم تنطلق من وادي السيليكون في الولايات المتحدة الأميركية، بل من عالمنا العربي.
كما أننا غيرنا مفهوم الشركات التقنية في التوسع، من التوسع نحو قارات العالم الخمس إلى التوسع في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بعنوان «هذه منطقتنا ونحن نفهمها»، فاستمررنا خلال سنوات خمس في إطلاق العمليات من دولة إلى أخرى حتى وصلنا بالعد للدولة الثالثة عشرة وكانت فلسطين، وهي التي لا يمكن أن نكمل منطقتنا من دونها.
إن مسؤوليتنا ونحن ندير شركة المليار دولار ألا نهمل مدن كـ(رام الله، ونابلس، والخليل، وجنين)، ولا (بغداد، وطرابلس الغرب، ودمشق، وصنعاء، والخرطوم)، ألا نهمل جميع المدن العربية مهما كانت المصاعب والعوائق والتحديات.
إن تلك المدن والمجتمعات التي أنهكتها المصاعب وعدم الاستقرار وأصيبت بشظايا الخلافات والحروب تستحق الاستثمار فيها، فالجميع له حرية التنقّل، ويستحق أبناؤها الحصول على دخل يعزِّز من نمو الاقتصادات المحلية. إن هذه الرسالة التي انطلقنا منها، هي راسخة في أذهان المئات ممن يعملون في أكثر من 90 مدينة في 13 دولة ليخدموا مئات الآلاف من الكباتن وملايين العملاء على مدار الساعة، واليوم أصبحنا أكثر إيماناً بمنطقتنا وأبناؤها ومستقبلها الزاهر.
** **
د. عبدالله نديم إلياس - المؤسس الشريك لكريم، والمدير التنفيذي بالسعودية