«الجزيرة» - سلطان الحارثي:
التزم الخليجيون الصمت عدة مرات، وتغاضوا وغضوا البصر تجاه تجاوزات غير منطقية وليس لها ما يبررها - احتراماً لجارتهم الصغرى قطر - في عدة أمور سواء سياسية أو اقتصادية أو رياضية..! قبل أن تنفضح ألاعيبهم السياسية وتنكشف أهدافهم، وتتقطع بهم السبل، ولم يعد للصبر حدود، فجاءت مقاطعتهم من عدة دول على رأسها المملكة ومصر والإمارات والبحرين وغيرها! إِذْ لم يعد للقيادة القطرية صديق إلا من هم على شاكلة المعممين أصحاب الخميني الذين يسعون الى الدخول لقطر، ويحاولون تمزيقها مثل ما فعلوا في العراق وسوريا ولبنان...!
هنا.. لن نتحدث سياسيا.. فالسياسة لها أهلها وهم أعلم بها، ولكن سنتحدث رياضياً وفيما يخص الرياضة القطرية وتأثرها بالمشهد السياسي في قطر، وكان في أشد وضوحه حينما فازت قطر بتنظيم كأس العالم 2022، ومنذ ذلك الحين والعالم كله يثير هذه القضية من حين لحين، ويتساءلون كيف لدويلة مثل قطر صغيرة الحجم، قليلة العدد، لا إنجازات رياضية لها، أن تنظم كأس العالم...!؟ وللعالم الحق في طرح مثل هذا التساؤل الكبير، إِذْ إنه بدا للعالم أن السياسة أثرت على مسيري فيفا، ومن المؤكد أن هنالك أمورا كانت تدار في الخفاء أثرت على المسؤولين في فيفا، وفي الصحف الغربية كانت تثار وبشكل دوري «الرشاوى» التي يظنون أنها أثرت في الاتحاد الدولي لكرة القدم، ليحيل ملف تنظيم كأس العالم لقطر!
وانتقد المجتمع الرياضي الآسيوي والسعودي تحديداً موقف الاتحاد الآسيوي الذي كان يقوده القطري محمد بن همام والذي أوقف مدى الحياة بسبب رشاوى اُتهم فيها حينما كان يتطلع لرئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم، ووقتها كان ابن همام يقف ضد كل ما هو سعودي، وحرم الرياضة السعودية من عدة منجزات سواء على مستوى المنتخب السعودي أو الأندية السعودية، وحينما طفح الكيل بالمسؤولين عن كرة القدم السعودية صرح الأمير سلطان بن فهد ضد ما يُحاك للكرة السعودية، وقتها استغرب الجميع انفعال الأمير الهادئ سلطان بن فهد، ولكن الصبر كان له حدود، وقد تجاوز ابن همام حدوده!
كما أن نقد الرياضة القطرية يتواصل من الجميع حينما يفتحون باب التجنيس لكافة اللاعبين، وهذا الأمر أيضاً تدخلت فيه السياسة القطرية، إِذْ فُتح المجال أمام الرياضة القطرية لاختيار المميزين من اللاعبين وجلبهم لقطر ومن ثم تجنيسهم، وحتى يكون للرياضة القطرية شيء من المتابعة، وهذا شأن خاص لا بأس به إذا لم يكن له أهداف مثل تلك الأهداف التي تسعى القيادة القطرية لنيلها، وهنا تكمن الخطورة، خاصة متى ربطنا هذا الموضوع بموضوع الإعلام الذي منذ أن (خلع) حاكم قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني والده من الحكم وجاء بديلاً عنه، إلا وقد رسم لسياسة إعلامية هي من ورطت قطر اليوم في وحل الإرهاب! إِذْ إن حمد بن خليفة كان من الواضح بأنه لا يأمن أحدا من الانقلاب عليه خاصة في الداخل مثل ما فعل مع أبيه، فاهتم بالإعلام، وكان شغله الشاغل، وعمل على أن يكون لإعلامه دور بارز أكثر من دور قطر السياسي والذي يُعدُّ محدود جداً، ومن هذه النقطة بدأ الشعور بالنقص، وأرادت القيادة القطرية أن يبرز الإعلام دورها، لعله بعد ذلك يكون لقطر شأن كبير بين دول العالم! واستعانت بعدد من مرتزقة الإعلام العربي، ليكون صوتهم مسموعا، ولكن ومع كل أسف اتخذت القيادة القطرية الطريق الخطأ، فوقعت اليوم في شر أعمالها!
كما أنه كان من الواضح جداً أن القيادة السياسية القطرية كانت تركز على الشباب الخليجي، ومحاولة استمالتهم، وتمثل هذا الأمر في قناة الجزيرة، إِذْ كان التوجه واضحا ومعروفا، ومن ثم تم افتتاح قناة الجزيرة الرياضية التي تبدل اسمها لاحقاً ليصبح بي إن سبورت، وهذه القناة اشترت كافة حقوق الدوريات العالمية المميزة، واشترت حقوق البطولات القارية في كل القارات، بالإضافة لشرائها حقوق بطولة كأس العالم! وهذه البطولات العالمية الكبرى تكلف الكثير من الأموال، ولا يمكن أن تعود عليها الاشتراكات أو الإعلانات بما خسرته! بل يتضح أن ما دفع من أموال في هذه القناة الرياضية هو مال حكومي دُفع ليتم السيطرة على الشباب الخليجي والعربي! ناهيك عن بعض القنوات القطرية التي كانت تستقطب بعض المحللين العرب والخليجيين، وتعطيهم مبالغ عالية! ليكون ولاؤهم للدولة، وهذا وضح فيما بعد، إِذْ رأينا هجوما غير مبرر على السعودية وبعض الدول المقاطعة لقطر! وفي نفس الوقت كانت تفتعل المشاكل لتلفت الأنظار لها.
أما في حال المعارضة، وفي حال عدم اتفاق الدوحة مع شقيقاتها دول الخليج والعرب على أمر واضح، فإنَّ ذلك الإعلام القطري ينقلب رأسا على عقب، وتتبدل مبادئ الإعلام الحر المستقل، ويكون مثل وحوش الغاب، ويأبى الإعلام القطري بكافة أنواعه «متلفز وإذاعي وصحفي» إلا أن يسقط في الوحل، ليخوض معركة ليس بمقدرته أن يكسبها وهو ينتمي لسياسة إرهابية، ويواجه دولا من ضمنها السعودية أوجعت الإرهاب وجففت منابعه من أرض الحرمين الشريفين، وها هي اليوم تحاول القضاء على إرهاب دول الجوار التي تحاول إيقاظ الفتنة، وجر المجتمع الخليجي للثورات التي عانت منها الدول العربية، إِذْ سُفك من دماء الأبرياء ما الله به عليم، وويل لمن ساهم في ذلك بأي طريقة كانت.
نقاط:
- بعد أن صُنفت قطر ممولة للإرهاب جاء عنوان إحدى الصحف القطرية تجاه لاعبي منتخبنا مخجلاً، وظنوا أنهم بذلك العنوان سيجدون من يتفاعل معهم، ولكن العالم كل العالم يعلم أن السعودية كانت ولا زالت من أوائل الدول التي حاربت الإرهاب.
- الإرهاب ليس الامتناع عن الوقوف دقيقة صمت على أرواح الضحايا، بل الإرهاب الذي يحاربه الجميع هو دفع الأموال للجهات التي تتبنى الإرهاب، وتبني الشخصيات المعروفة بالإرهاب، وهذا مع كل أسف ما تفعله القيادة القطرية تحت حماية إعلامية!
- لن نعمم على جميع الإعلام القطري، ففي هذا الإعلام شخصيات عاقلة، ولكن الغالبية كانت مسيرة.