حوار - سلطان المهوس:
أكد حمد الصنيع عضو اتحاد الكرة السعودي والمشرف العام على المنتخبات السنية انتهاء مهمته من الإشراف على المنتخبات السنية بعد صدور قرار مجلس إدارة اتحاد الكرة بتعيينه رئيساً للجنة الاحتراف، موضحاً في حوار موسع مع «الجزيرة» أنه بصدد تقديم تقرير نهائي للجنة المنتخبات التي تم تشكيلها مؤخراً لرئاسة رئيس الاتحاد عادل عزت حول وضع المنتخبات السنية خاصة منتخب الشباب العائد من مشاركة خجولة بكأس العالم للشباب التي تستضيفها كوريا الجنوبية.
الصنيع وبشفافية مطلقة تحدث بالأرقام عن ما قدمه اتحاد الكرة لضمان مشاركة مميزة بمونديال الشباب، معتبراً أن «الأرقام» وحدها كفيلة بفضح «الأوهام» المختلقة والتي كان هدفها ضرب استقرار المنتخب الشاب ومحاولة طمس الدعم الهائل لاتحاد الكرة وتحمله أمور لم يكن طرفاً فيها..!! فإلى الحوار:
* قبل أن ننطلق بحوارنا.. كيف يمكن أن أقدمك لا سيما وأن الحديث سيكون منصبا على مشاركة منتخبنا للشباب بمونديال كأس العالم بكوريا الجنوبية؟
- أنا الآن رئيساً للجنة الاحتراف ويمكنك أن تقدمني كمشرف عام على المنتخبات السنية حتى انتهاء مشاركتنا بمونديال كوريا.
* لكنك لم تحضر سوى مباراة واحدة للمنتخب وغادرت كوريا عائداً للسعودية.. هل هناك خلل ما؟ أنت تعود ورئيس الاتحاد ونائبه لم يحضرا ولا يوجد أي دعم إداري ومعنوي للمنتخب.. ما الحكاية؟
- عدت لأن اتحاد الكرة أصدر قراراً برئاستي للجنة الاحتراف والجميع يعرف أهمية اللجنة ودورها الكبير في تنظيم العمل الفني والإداري للأندية، والوقت لايسمح سوى بسرعة إعداد مناخ إيجابي للأندية للتسجيل ومتابعة أمورها الداخلية والخارجية وفق اختصاصنا، والمنتخب كان معداً بشكل منظم ومرتب ولولا أهمية تواجدي لخدمة الأندية لما رجعت لكن الظروف وجميعنا فخورون بخدمة المنتخبات، وقدمنا كل التسهيلات والحمد لله وظروف الرئيس ونائبه العملية المهمة جداً غيبتهما ولا تنسى أن عضو اتحاد الكرة زميلي موسى الزياد تواجد مع البعثة.
* فوز وتعادل وخسارتين في أربع مباريات بمونديال كوريا للشباب هل كان هذا هو الطموح.. أعني الحصول على أفضل ثالث بالمجموعات والوصول لدور الستة عشر والمغادرة؟؟
- ليس هذا هو الطموح أبداً وفقاً للعناصر التي يضمها المنتخب، فقد كان المؤمل الوصول لأبعد من ذلك لأننا نملك لاعبين مميزين جداً ولكي أكون منصفاً فالكل اجتهد ولعب باحترام لقميص الوطن لكن هذه هي كرة القدم.
* قبل المشاركة العالمية أُثيرت عدة قضايا من مصادر لم تسمي نفسها وسربت للصحافة مشكلة المكافآت واستقالات الإداريين وعقد المدرب سعد الشهري وامتعاضه من الواقع.. ما ردك؟
- لا أحب الكلام الإنشائي أبداً، وقد ارتأينا أن نعمل بهدوء لتجهيز المنتخب الشاب بشكل احترافي وتركنا المسربين الذين خدعوا الصحافة بأخبار ومعلومات كاذبة فلم نرد على أحد لكي يكون اهتمامنا مركزاً ولذلك فالأرقام تصفع الأوهام وإليك التفاصيل: بالنسبة للمكافآت فقد استلمنا كاتحاد جديد المنتخب بعد تأهله لنهائيات كأس العالم بكوريا الجنوبية ولم نجد أي لوائح معتمدة للمكافآت بل تم إخبارنا أن هناك وعود شفهية وليست رسمية بمكافآت للتأهل ولم يسلمهم شيئاً أبداً، ولما حضرنا أعددنا لائحة جديدة لمكافآت كأس العالم وتفاهمنا مع اللاعبين بشأن مكافأة التأهل وأقفلنا الموضوع نهائياً دون أي إرباك رغم أننا لسنا سبب المشكلة لكن واجهنا الأمر بروح المسؤولية كاتحاد مسؤول ولم نتهرب، بل حتى مكافآت مباريات كأس العالم تم إيداعها حسابات اللاعبين مباشرة بعد كل مباراة بجهد كبير من الدكتور عادل عزت الذي كان على اتصال مباشر بالبعثة..
الأمر الآخر بالنسبة لاستقالات الإداريين فيجب أن يعرف الجميع أننا لم نجرِ أي تعديلات على استقرار المنتخبات وما حصل أن مدير منتخب الشباب قدم استقالته وكذلك أحد الإداريين في منتخب الناشئين وتم قبول استقالتيهما المسببة بظروفهما العملية.
وبالنسبة لعقد المدرب سعد الشهري فقد انتهى رسمياً قبل كأس العالم بوقت قصير وتم تمديده بموافقة الطرفين حتى نهاية البطولة.
* تجاهلتم ملف إعداد المنتخب الشاب لكأس العالم الذي أعده سابقوكم ووضعتم ملفاً جديداً رغم أن الوقت كان قصيراً.. هل جازفتم أم لم تقتنعوا بما وجدتم؟
- سأعيدك لجوابي السابق الأرقام تصفع الأوهام فما تم وضعه لإعداد منتخبنا للشباب وافق عليه المدرب سعد الشهري وهو قائد المنظومة الفنية أضف إلى ذلك أننا لم نجد ملفاً إعدادياً شاملاً سابقاً بل رؤى وأمور كتابية فقط وليست داخل العمق التنفيذي، والأرقام تكشف أن اتحاد الكرة أعد المنتخب بشكل احترافي وصرف عليه الكثير داخلياً وخارجياً، حيث تم إعداد المنتخب بتركيا وإيطاليا وكوريا الجنوبية ولعب حوالي 12 مباراة قوية ومتوسطة القوة وخططية مع كوستاريكا والأرغواي وسلوفينيا وكوريا الجنوبية وفرق مثل لاتسيو وروما وفيرونتينا وبحسب موافقة المدرب وتم إنجاز كل التسهيلات المطلوبة حتى أن المكافآت تدخل بحسابات اللاعبين مباشرة فهل بعد ذلك الأمر يمكن الحديث عن إعداد أقوى!!
* ماذا عن غياب المنسق الإعلامي للمنتخب.. هل تم إبعاده بسبب التقشف؟
- رأيي الشخصي من واقع تجربة أنه كلما تم تقليل عدد أفراد أي بعثة رياضية كانت الأجواء أكثر إيجابية وما تم عمله هو ربط التنسيق الإعلامي بلجنة الإعلام بالاتحاد والتي تتواصل مع البعثة وتغطي الأخبار الرسمية، كما أن هناك مصور خاص للبعثة والسؤال: أين مندوبي الصحف عن تغطية بطولة عالمية بهذا الحجم؟؟
* انتهى عقد المدرب سعد الشهري رسمياً.. ماذا عن المكان الشاغر.. هل سيتم التجديد للشهري أم الاستعانة بغيره؟
- أنا الآن كمشرف سابق أضع اللمسات الأخيرة على تقريري الذي سأرفعه للجنة المنتخبات برئاسة الدكتور عادل عزت، حيث طلب مني ذلك والأكيد أن القرار سيكون بعد دراسة من قبل اللجنة بالاتحاد وربنا يكتب اللي فيه خير.
* كأنك غير مقتنع بالتجديد لسعد الشهري؟
- المسألة ليست عواطف أو مجاملات فسعد الشهري مدرب وطني جيد وعمل بكل إخلاص خلال المرحلة السابقة ويشكر على كل ما قدمه والأمر ليس بيدي بل بيد اتحاد لديه خبراء وخطط وأهداف قد تنصب لصالح بقاء الكابتن سعد أو تأتي بغيره والمسألة بالدرجة الأولى هي القناعة بأن العمل والقرار لتحقيق النجاحات وليس لأي أمور أخرى يراها البعض من زوايا ضيقة، والطموح مع هؤلاء اللاعبين كبير خاصة وأنهم اكتسبوا الخبرات اللازمة فنحن ننتظرهم، حيث يسهمون بإيصال الأخضر لأولمبياد 2020 ولمونديال 2022.
* أنت شخصياً ما رأيك بإمكانات سعد الشهري؟
- ما أستطيع قوله إنه مدرب جيد وطموح ويجب أن يستفيد من كل تجاربه ولا يتوقف عندها والمشوار أمامه لكي يسجل حضوراً لافتاً ونحن فخورون بأمثاله وزملائه في الجهاز الفني المعاون الذين لا يقلون أهمية عنه مثل مدرب الحراس أحمد البحيري والمعاون صالح المحمدي.
* البعض سيرى عدم التجديد مع الشهري على أنه إشارة لعدم الاقتناع بالمدرب الوطني؟
- المدرب الوطني السعودي له حق علينا بالدعم والتحفيز والمؤازرة ولسنا هنا بمحل مجاملات فقط لأن هذا مدرب وطني وذاك أجنبي لأننا مؤتمنون على مستقبل منتخبات، ولا شك أن المدرب الوطني فرض نفسه واسمه، وعلى الأندية أيضاً أن تسهم بمنحه الفرصة والتحدي سيكون للإنجاز وتحقيق الأهداف فلسنا ببيئة مزايدات وطنية بل ببيئة جودة والأكيد أن الثقة بقيادة طاقم سعودي لمنتخبنا الشاب بكأس العالم بكوريا الجنوبية كافية لتأكيد أن الكفاءة أولاً ولكل مرحلة اختياراتها وخططها وعلينا فقط أن نثق بأن الهدف الذي نتفق عليه هو النجاح.
* هل تريد إضافة شيء؟
- أبداً أشكركم بجريدة الجزيرة، وأتمنى للجميع صياماً مقبولاً.