كتب - المحرر التشكيلي:
فنانة وضعت لها هدفاً وأعدت العدة لتحقيقه ووجدت لها بوصلة تعينها على المسار الصحيح فلامست أهم وأجمل الفنون ألا وهو الخط العربي، لم تتعامل معه كحرفة أو إبراز قدرات، بل كان بالنسبة لها مجال بحث وانغماس في أعماقه الجمالية والتاريخية.
الفنانة خلود القصيبي عضو الجمعية السعودية للفنون التشكيلية، عرفها الجمهور السعودي مؤخراً في العديد من المناسبات التشكيلية بعضها تستحق أن تشارك بها والبعض الآخر أقل من أن تكون من بين ما يعرض فيها من أعمال لا ترتقي إلى قمة إبداعها ومع ذلك كانت بمثابة تجربة، حملت تجربتها واختارت موقعاً يتناسب مع بحثها في الخط العربي فأقامت معرضها الثاني في كتارا.
بدأت بالعمل الجاد في مجالها الفني قبال تقول قبل 4 أعوام وجعلت هدفها الاهتمام بالفنون الإسلامية، لجمالها وتنوّعها كما صرحت في كثير من اللقاءات الصحفية والتلفزيونية، كونها تأتي متصلة من عمق التاريخ إلى الحاضر المعاصر تجمع العمارة بالفنون الجميلة وأعني بذلك الخط العربي، فكان معرضي الأول في قطر والذي أقدمه في الحي الثقافي كتارا، سلطت الضوء فيه على الخطوط العربية المتداولة والمنسية، وحرصت على تقديمها بطريقة عصرية من خلال بعض الإضافات الجمالية، من أجل أن تكون جزءاً من جمال أي مكان توضع فيه.
وتقول أيضاً في تصريحاتها إنها أرادت من خلال هذا المعرض أن تطرح أفكاراً ورؤى جديدة، يمكنها أن تسهم في إحياء هذا التراث الغني، وقالت يجب أن نُعرف الأجيال الجديدة بهذا التراث حتى لا يندثر، ويتذوّقوا جماليات الخطوط والزخارف الإسلامية. وأشارت إلى أن المعرض الثاني تضمن 47 لوحة، كتبت جميعها بالخط الكوفي بأنواعه، القيرواني والمظفر والمزهر، والمربع والحجازي، وأوضحت أنها تجمع الكثير من القطع التاريخية والأثرية، وتزيد عليها بعض الإضافات التي تستوحيها من روح الآية القرآنية التي تكتبها والخط الذي تستعمله، وأضافت أن المعرض يحتوي على قطعة خشبية تعود إلى العصر المملوكي، وقطع أخرى تعود إلى القرن التاسع عشر.
قالت الفنانة التشكيلية أسيمة دمشقية بمناسبة إقامة الفنانة خلود معرضها الأول في بيروت (أطلقت سراح فراشاتها فراحت تلملم من الأرض والتراب ألونا وذهب وتقطف من شتول الورد عطوراً وخشباً ثم عادت فراشاتها لتتمايل وتتهادى بثبات وبكل ثقة تختال باسمة عل القماش والورق خطت بأناملها الناعمة عظيم ما كان قد كتب وما قيل وما أنزل علينا من هدي ورحمة للعالمين سعودية الجنسية عربية أصيلة تختلج الأصالة والعراقة من داخلها تربت على الإيمان والقران فأحبت أن تختار من القرآن آيات تخطها بأناملها استعارت من السماء قصصاً وليالي عشر ومصباحاً في زجاجة فحاكتها عباءة دثرت بها التراث وحملته على عاتقها جملة وتفصيلاً فأضعف إيمانها أن كل شيء على هذه الأرض إلى خلود، فما بالكم لو كان اسمها خلود.. خلود القصيبي ابنة بلاد الحجاز ولازمته حد العشق وراحت ترسم به شغفها على معلقات تميزت بالرقي والأناقة والابداع لتثبت للعالم خلود الحرف والتراث والخط العربي على مر الزمن.