«الجزيرة» - حبيب الشمري:
تزايدت العزلة التي طوَّقت بها قطر نفسها، في الوقت الذي تحاول فيه مواصلة تآمرها على الأمة، ومحاولة جر دول أجنبية إلى المنطقة. أول المواقف الدولية الصادمة للدوحة جاءت من روسيا، حيث كشف الكرملين أن بوتين لن يستقبل وزير الخارجية القطري لدى زيارته موسكو غداً. ودبلوماسياً، انضمت جيبوتي إلى جهود قطع العلاقات مع الدوحة، وأعلنت تخفيض المستوى الدبلوماسي إلى أدنى مستوى، وذلك تضامناً مع قرار المملكة العربية السعودية، والإمارات، والبحرين ومصر واليمن، في حين استدعت تشاد سفيرها في قطر للتشاور.
إلى ذلك قالت رويترز نقلاً عن مصدر خليجي «إن القطريين موَّلوا رجال دين سعوديين وشخصيات دينية وصحفيين وأكاديميين للتحريض ضد السعودية. نفد صبر السعوديين تجاه قطر. القطريون يبقون قنوات مفتوحة مع إيران في العديد من العواصم، كما يشنون حملة ضد الدولة المصرية». ووفق التقرير ووفق تقرير رويترز: دأبت بعض المواقع الإلكترونية المناهضة للمملكة العربية السعودية والتي تتلقى تمويلاً قطرياً بنشر تقارير عما قالت إنها دعوات لاحتجاجات في المملكة مما أعاد للأذهان ذكريات ثورات الربيع العربي التي أطاحت بحكام مصر وليبيا وتونس. وأضاف المصدر أن السعوديين وصلوا إلى «طريق مسدود» مع قطر وقرروا للمرة الأولى منذ 20 عاماً اتخاذ إجراء ضد جارتهم.
وقال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش لرويترز «القائمة حافلة... هذه تراكمات. كان من الممكن أن يحدث هذا في مارس وكان من الممكن أن يحدث في ديسمبر. لكن حدوثه كان حتمياً. كان شيئاً جاهزاً للانفجار». وأكد قرقاش أنه كانت هناك عوامل عدة رئيسة سرعت وتيرة العملية، منها التصريحات المنسوبة للأمير واتهام الإمارات لقطر بأنها قوضت التحالف بقيادة السعودية في اليمن وإدارة قطر لأزمة احتجاز رهائن تشمل 24 من الأسرة الحاكمة حيث دفعت فدى لجماعات إسلامية في العراق وسوريا.
وقال رئيس تحرير صحيفة كويتية عادة ما يحصل على معلومات من مسؤولين لرويترز إن أمير الكويت عرض الوساطة لكن عندما حضر الأمير تميم إفطاراً معه يوم 30 مايو أيار غادر مبكراً غير مستعد فيما يبدو لمناقشة الخلاف. وقال مصدر خليجي عربي إن قرار قطع العلاقات مع قطر تشكل خلال سلسلة اجتماعات على مدى أسابيع عدة.
وحسب تقرير رويترز فوجئ المسؤولون الأمريكيون بقرار السعودية قطع العلاقات مع قطر حسبما قال مسؤولون حاليون وسابقون أمريكيون لرويترز.
وذكر مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية أن واشنطن لم يصلها أي مؤشر خلال قمة الرياض على أن هذا التحرك على وشك الحدوث، لكن ترامب أدلى بدلوه صباح الثلاثاء في النزاع وأشاد بقرار القوى العربية ضد قطر.
ووصفت السعودية والإمارات التحرك بشكل أساسي بأنه خطوة لمحاربة ما وصفتاه بتمويل قطر للإرهابيين. وقال قرقاش «نريد نهجاً حاسماً في التعامل مع تمويل الإرهاب. نعرف أساسيات التعامل مع الإرهاب. وأحد هذه الأساسيات هو: لا تطعموا التماسيح».
وأشارت تغريدات ترامب إلى أنه يتفق مع هذه الرؤية. وكتب قائلاً «خلال زيارتي الأخيرة للشرق الأوسط قلت إنه لا يمكن أن يستمر تمويل الفكر المتطرف. وأشار زعماء إلى قطر».
وكانت التقارير تشير إلى أن مسؤولين قطريين دفعوا مئات الملايين من الدولارات لجماعات تدعمها إيران في صفقة في أبريل نيسان للإفراج عن 26 من مواطنيها المخطوفين في العراق العام الماضي مصدراً للإزعاج في العلاقات مع السعودية والإمارات.
وتنفي قطر محاولة دفع فدى لتأمين الإفراج عن الرهائن رغم أن وزير الخارجية قال إنها أرسلت أموالاً لدعم جهود السلطات في الإفراج عن المخطوفين القطريين.