يوسف بن محمد العتيق
في السابق كان من أبرز صفات طالب العلم والمثقف، أنه يمتاز بحافظة قوية يحفظ القرآن الكريم والحديث الشريف والشعر والأقوال بشكل يلفت الانتباه ، حتى أنه ألفت كتب متعددة تتحدث عن من يوصفون بأنهم من (الحفّاظ) ونُقل عنهم قصص وأخبار غريبة مثل من يحفظ مليون حديث نبوي، أو من يحفظ شعر العرب والمعلقات ومتبعها من قصائد، حتى أنّ هناك قصصاً غريبة عن من ألف كتاباً كاملاً من محفوظاته دون الرجوع إلى الورق ، مثل من ألف كتاباً وهو في السجن أو في السفر على ظهر الدواب، وغير ذلك من مواقف تاريخية معروفة.
في السابق كان الحفّاظ معروفين بأسمائهم وما كُتب عنهم، وأما الآن في عصرنا هذا فهل نجد من يوصف بأنه صاحب قدرة كبيرة على الحفظ؟!
من المحزن أنّ هناك من أوجد معركة ضد الحفظ، بحجة أننا نبحث عن الفهم للنصوص لا حفظها وكأنّ أي حافظ لها لن يستوعبها، وكأنه لا يمكن الجمع بين الحفظ والفهم، مع أنّ نصوص المتقدمين تقول إنّ الحفظ إحدى الدرجات في سلّم الوصل إلى الفهم.