قدمت الباحثة دلال بنت زيد بن معدي في منتصف شهر شعبان الماضي رسالتها لنيل درجة الماجستير تحت عنوان: «الزراعة في عهد الملك عبد العزيز (1319 - 1373 هـ) دراسة تاريخية وحضارية».
تقول الباحثة : وشرعت بالبحث في المصادر والدراسات الحديثة التي تتحدث عن الزراعة في هذه المدة إلى وفاة الملك عبدالعزيز «رحمه الله»، ووجدت إشارات يسيرة وأخبار ومعلومات متفرقة في كتب التاريخ، مما دفعني إلى التوجه والبحث في الوثائق والصحف والمجلات التي تصدر في تلك المدة شاهدة على ما يحدث.
فاعتمدت على جريدة أم القرى التي صدر منها العدد الأول في 15 جمادى الأولى 1343هـ -12 ديسمبر 1924م، وأيضًا على الوثائق بصفتها المصدر التاريخي للمجال البحثي، مما دفع بالباحثة إلى البحث عن ما يخص فترة البحث في وثائق دارة الملك عبدالعزيز، ووثائق معهد الإدارة العامة الذي يضم بين جنباته وثائق كثيرة عن التنظيم الإداري للدولة في عهد الملك عبدالعزيز ما يشفي نهم الباحثين .
وتضيف الباحثة بنت معدي: أما الخطة التي سرت عليها، فقد اشتملت على تمهيد، وأربعة فصول، وخاتمة.
أشتمل التمهيد على وصف الحياة الزراعية قبيل عهد الملك عبدالعزيز، وأبرز المشكلات التي واجهت الزراعة آنذاك، والصعوبات التي واجهت المزارعين أيضًا حين استخراج المياه، واستدلال الفلاح بالأحوال الفلكية مثل غياب نجم الثريا دلالة على دخول فصل الصيف، ووصف أيضًا حال المزارعين في قصائد شعرية تحكي ظروفهم المعيشية في سبيل الحصول على لقمة العيش من وراء عملهم الزراعي، وبينَ التمهيد اشتراك مناطق شبه الجزيرة العربية في استخدام الأدوات الزراعية مع اختلاف مسمياتها.
وتحدثت في الفصل الأول الذي كان بعنوان ملامح السياسة الزراعية في عهد الملك عبدالعزيز عن الخطوات الأولى للتشجيع الزراعي المتمثلة في إنشاء الهجر والتي من خلالها تمت المحافظة على الأمن، والقضاء على الفتن التي كانت متواجدة في الصحراء مثل السلب والظلم عن طريق توحيدهم في مناطق زراعية يشتغلون بها، وكان إنشاء أول هيئة زراعية بالمدينة المنورة أبرز التنظيمات الإدارية في المجال الزراعي آنذاك والتي كانت تعنى بشؤون الزراعة والمزارعين، ولم يغفل الملك عبدالعزيز عن المياه بصفتها العنصر الرئيس في الحياة الزراعية فقد وجه اهتماماته بحفر الآبار، وترميم القديم منها، والوقوف بنفسه على المشروعات المائية، وإنشاء الهيئات المائية مثل: هيئة عين الزرقاء، وهيئة عين زبيدة.
وتناولت في الفصل الثاني العوامل المؤثرة في نهضة الزراعة مثل بدايات اكتشاف البترول وأثره على الزراعة، وتأسيس مديرية الزراعة أولى ثمرات السياسة الزراعية التي أتبعها الملك عبدالعزيز بعد توحيده للبلاد، وتتابع الإنجازات الزراعية بانضمام المملكة العربية السعودية إلى منظمة الأغذية والزراعة العالمية (الفاو) ومشاركتها في العديد من المؤتمرات الدولية التي تخدم الزراعة.
تضيف الباحثة : كما تطرقت في هذا الفصل إلى بدايات نشوء البعثات، وأثرها زراعيًا على نهضة البلاد، وتناول الفصل الثالث مشروع الخرج الزراعي الذي يعد أول مشروع زراعي ينعش البلاد اقتصاديًا بما يمده من محاصيل زراعية، وكشف عن البعثات الزراعية التي تعاقبت في الإشراف عليه .
وفي الفصل الرابع تحدثت هذه الرسالة عن تأسيس وزارة الزراعة برئاسة الأمير سلطان وأبرز جهودها في المجال الزراعي، وتطرق البحث أيضًا إلى الإنتاج الزراعي في عهد الملك عبدالعزيز والآفات الزراعية آنذاك، وأبرز الأوامر الملكية في مجال المحافظة على الحياة الزراعية، وخُتمت الدراسة بخاتمة تضمنت أهم النتائج التي تم التوصل إليها .
جدير بالذكر أن هذه الرسالة قدمت في جامعة الإمام وحصلت على درجة الامتياز وكانت لجنة المناقشة لها بعضوية الدكتور سعد القرني مقررا ، والأستاذ الدكتور محمد الخضيري والدكتور طلال الطريفي مناقشين .