عبدالله العجلان
هل الإعلامي معني أو مسؤول عن تقرير مصير رئيس النادي أو المدرب أو اللاعب؟ بمعنى: هل يحق له مهنيًّا أن يتدخل ويطالب عبر وسيلته الإعلامية بإقالة الرئيس أو الاستغناء عن المدرب أو عدم تجديد عقد اللاعب؟!
ندرك ونعلم جيدًا أن لكل إعلامي ميوله، ونفهم ونتفهم عدم قدرته على التخلي عن عواطفه تجاه هذا النادي أو ذاك، لكن هذا لا يبرر له التحول إلى عضو شرف فاعل، وأحيانًا يضع لنفسه صلاحيات لا يملكها رئيس النادي، فيبدأ يتدخل بكل صغيرة وكبيرة، فنية كانت أو إدارية، لا يكتفي بالنقد والتحليل وتقييم الأداء وإبداء الرأي، بل يتجاوز كل هذا ليكون صاحب قرار؛ فيطالب الرئيس بالاستقالة أو العكس؛ فيقف في وجه الجماهير، ويقرر استمراره طالما أنه يعجبه، أو من شلته المحسوبين عليه، والأمر ذاته ينطبق على مواقفه مع أو ضد اللاعب والمدرب..!
في نادي النصر - على سبيل المثال - الأصوات الإعلامية النصراوية هي التي قادت حملة التنديد بالرئيس الأمير فيصل بن تركي، ووحدها من طالبت بإقالته، ولم نسمع أي عضو شرف أو عضو جمعية عمومية في النصر يتجرأ ويتحدث بلغة الآمر الناهي كما يفعل إعلاميو النصر، لكن رغم هذا كله فشلت الحملة، وبقي الأمير فيصل رئيسًا، ولم تؤثر على القرار النصراوي لدى هيئة أعضاء الشرف، أو على الأقل في تشكيل رأي جماهيري يضغط على الإدارة، وقبل هذا على الهيئة لاتخاذ قرار حل المجلس أو إجباره على الاستقالة؛ وذلك بسبب أن الإعلاميين يقومون بمهام ليست من اختصاصهم، ولا تتناسب مع طبيعة وواجبات مهنتهم، كما أن الكثير من المحسوبين على الإعلام النصراوي، وبخاصة رموزهم، لا يملكون الأدوات ولا الأفكار ولا التاريخ الإعلامي الذي يمنحهم ثقة المتلقي بوجه عام، والنصراوي بشكل خاص؛ وبالتالي ستكون حملتهم ضد الأمير فيصل أو حتى في قضايا أخرى غير مقنعة وغير قادرة على إحداث التغيير الذي يطمحون إليه..!
لكل إعلامي يحترم مهنته، وقبل ذلك اسمه، أقول: لا نصادر عليكم حبكم وانتماءكم لأنديتكم، لكن ليس على حساب أمانة ونزاهة مهنتكم.. لا تحرجوا أنفسكم، وتبتذلوا شخصيتكم، وتقللوا من شأنكم بالتدخل في شؤون وتدابير وقرارات يتحمل مسؤوليتها من ينتمي بصفة رسمية للنادي، وليس لجهة إعلامية مستقلة.
الأخضر ولعبتهم القديمة!
أعلن المدرب مارفيك تشكيلة الأخضر التي سيخوض بها المواجهة القوية أمام المنتخب الأسترالي في الثالث عشر من شهر رمضان الجاري. وعلى العكس من الهدوء الذي اتسمت به قوائم المباريات السابقة سمعنا هذه المرة من يشكك في الأسماء، ووصل الأمر عند البعض إلى تسميتها بقائمة المنتخب الهلاليين، وهي لغة سخيفة قديمة ومعروفة، هدفها إثارة البلبلة والاحتقان الجماهيري من فئة متعصبة متهورة، لا يهمها مصلحة منتخب الوطن بقدر تكريسها وترويجها لنظرية المؤامرة والمظلومية.
في الأيام الماضية ترددت العبارات نفسها التي كنا نسمعها من العقليات نفسها في أجمل أيام الأخضر، وفي عز مشاركاته في المونديال وإحرازه المنجزات الإقليمية والقارية، وكأن المدرب مارفيك يحب الهلال أو الأهلي ويجاملهما أكثر من حبه وحرصه على نجاح عمله باختيار الأسماء التي تساعده على تحقيق هذا النجاح! هؤلاء يجهلون أو يتجاهلون أن قائمة المنتخب يحددها ويقررها المدرب بحسب عطاءات اللاعبين مع أنديتهم، ومثلما أن التشكيلة كانت تضم في غالبيتها أسماء من النصر بعد حصوله على الدوري في موسمي 2014 و2015م، ثم الأهلي في الموسم الماضي، فمن الطبيعي أن تكون كذلك مع الهلال في الموسم الحالي الذي شهد تفوقه اللافت وتحقيقه بطولتي الدوري وكأس الملك، وحدث هذا وتكرر سابقًا مع الشباب والاتحاد.
المنتخب أمامه مباراة مصيرية، ستتوج مشواره المتميز في التصفيات، وستحدد وربما تحسم بشكل كبير - بإذن الله - أمر تأهلنا لمونديال روسيا 2018 م.. فحذار من العبث والتلاعب بمشاعر الجماهير وتعكير الأجواء، ومحاولة اختلاق أزمة ثقة بالمنتخب ومدربه ونجومه.